تعليق صحفي

العملاء والمرتزقة هم من يمايزون بين المشاريع الخيانية وليس أهل فلسطين الأشراف

تحت عنوان: "الإندبندنت: صفقة القرن تجرد العرب من كرامتهم" نشرت وكالة معا تقريرا قالت فيه: نشرت صحيفة الإندبندنت مقالا للكاتب المعروف، روبرت فيسك، يتناول فيه المساعي الأمريكية لإحياء عملية السلام بين الفلسطينيين "والإسرائيليين" أو ما يسمى "صفقة القرن" وآثارها المحتملة. ويفتتح فيسك مقاله متسائلا: "بعد فشل اتفاق أوسلو وانهيار حل الدولتين، هل بقيت إهانة أخرى لم توجه للفلسطينيين؟".

ويسخر فيسك من صفقة القرن مشككا في إمكانية قبول الفلسطينيين بتسوية الصراع مع "إسرائيل" مقابل المال بعد ثلاث حروب بين العرب و"إسرائيل" وعشرات الآلاف من القتلى وملايين اللاجئين، وقال: فكيف يمكن لكوشنر أن يهين كل الشعوب العربية بمطالبتهم مقايضة حريتهم واستقلالهم وسيادتهم وكرامتهم وهويتهم مقابل المال".

ربما يكون تساؤل فيسك في محله، ولكنها كلمة حق يُراد بها باطل، فصحيح أن أهل فلسطين لن يفرطوا بدماء الشهداء والجرحى وآهات الثكالى ومقدسات فلسطين مقابل المال أو التسهيلات الاقتصادية، ولكن هذا ليس لأنهم يناضلون من أجل مشروع الدولتين الذي يؤيده فيسك ودولته المجرمة بريطانيا، فأهل فلسطين ليسوا مرتزقة ولا عملاء كالسلطة ورجالها حتى يختاروا ويمايزوا بين الخيانة والخيانة باختلاف الدول الاستعمارية التي ترعى كل مشروع، فأهل فلسطين لا يريدون حل الدولتين الخياني ولا صفقة القرن الخيانية، سواء أكانت أمريكا وراء أي المشروعين أم كانت بريطانيا وقوى الغرب كله.

نعم، أهل فلسطين والأشراف لا يرضون بغير تحرير فلسطين كاملة من الاحتلال، ولن يقبلوا بمشروع أمريكا وبريطانيا أو بمشروع أمريكا وحدها، وما يظهر أو يطفو على السطح من تصريحات ومواقف رجالات السلطة فهو الزبد الذي لا يعول عليه إلا كل غشيم لا يعلم معادن الرجال والأمم.

فالأمة الإسلامية قد حسمت أمرها منذ زمن بعيد، فقبلتها الإسلام ووجهتها التحرر من نير الاستعمار ومشاريعه الخبيثة، وسيبوء الغرب وعملاؤه بالخزي في الدنيا والآخرة إن شاء الله.

وما دام هناك مخلصون في الأمة وواعون على مشاريع الغرب الاستعمارية فلن تمر المؤامرات، ولئن مرت فستكون ضعيفة لا ترتكز إلا على وهم سرعان ما يتبدد ويبوء أهله بالخزي.

{وَقَدْ مَكَرُواْ مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ}

29/6/2018