ما كان لترامب أن يبتز ويهين حكام السعودية

لولا عمالتهم وانسلاخهم عن أمتهم وهشاشة عروشهم!

قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز يمتلك تريليونات من الدولارات، وأضاف أنه من دون الولايات المتحدة الأمريكية "الله وحده يعلم ماذا سيحدث للمملكة".وتابع الرئيس الأمريكي في تجمع انتخابي بولاية فرجينيا السبت أنه تحدث مطولا مع الملك سلمان، وقال له "ربما لن تكون قادرا على الاحتفاظ بطائراتك، لأن السعودية ستتعرض للهجوم، لكن معنا أنتم في أمان تام، لكننا لا نحصل في المقابل على ما يجب أن نحصل عليه".واشتكى ترامب - أمام حشد من أنصار حزبه الجمهوري - من دعم بلاده لجيوش دول غنية مثل السعودية واليابان وكوريا الجنوبية، مشددا على أن هذه الدول ستدفع مقابل ذلك مستقبلا.

يقف الرئيس الأمريكي متبجحا ومهينا ومبتزّاً للنظام السعودي وغيره من الأنظمة العميلة للغرب في خروج عن كل أعراف اللباقة والدبلوماسية وعدم اكتراث بالفضيحة التي ستلحق بحكام تسلطوا على رقاب الأمة وانتفخوا بالباطل عليها في محاولة لتثبيت عروشهم الهشة.. فقتلوا وشردوا وشنوا "عواصف حزم" واعتقلوا وكمموا الأفواه ليخفوا حقيقة عمالتهم وأنهم ليسوا سوى نواطير عن المستعمرين الغربيين وعبيدا لمشغّلهم وآمرهم ترامب، فلم تشفع لهم خدماتهم الجليلة للمستعمرين وثروات الأمة التي أهدروها تحت أقدامهم، فجاء ترامب ليواصل ابتزازهم وإهانتهم ونزع ورقة التوت عنهم ليقفوا عراة أمام أمتهم... عبيدا لا حول لهم ولا قوة ولا عروش ولا سلطة إلا بحبل من سيدهم الأمريكي الذي نصبهم نواطير على مصالحه!!

إن النظام السعودي وغيره من الأنظمة العميلة للغرب في بلادنا تستند في وجودها إلى الغرب المستعمر منسلخة بذلك عن أمتها مصدر القوة الحقيقي لأي نظام، فباتت بذلك منكشفة هزيلة هشة بلا قيمة أو كرامة تبذل كل شيء في سبيل بقائها وإن كان على حساب دماء وثروات أمتها، فتحولت تلك الأنظمة إلى وحوش ضارية بلا كرامة أو عزة نفس، تنهش في الأمة وتلوذ بالغرب المستعمر الذي بيده عقالها.

لقد آن للأمة الإسلامية أن تتخلص من تلك الأنظمة الهشة، ومن هؤلاء الحكام النواطير للغرب وتحطم تلك العروش القائمة على الظلم والمستندة لأعداء الأمة، وتستعيد سلطانها المسلوب بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، تستمد سلطانها من الأمة فتتخلص من المستعمرين وأذنابهم، ولن يستطيع العلج الأمريكي وأمثاله حينها إلا أن يكون صاغرا أمام أمة سطرت تاريخاً من المجد والفتوحات وتحمل نورا تفتديه بالغالي والنفيس وتقدم أرواحها رخيصة في سبيل الله... فالأمة الإسلامية عصية على التهديد والابتزاز، وما كان لترامب أن يبتز أو يهدد لو علم أن السلطان لأمة الإسلام!

فإلى استعادة سلطان الأمة المسلوب يجب أن تتوجه كل الطاقات، وتنصبّ كل الجهود، وعلى كل غيور على أمته ودينه وكل من بيده قوة أو تأثير في أهل القوة أن يبادر من فوره لنصرة الإسلام والعمل على إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة؛ السلطان فيها للأمة والسيادة فيها للشرع، والأمان فيها للمسلمين، والنصر فيها ولها حينئذ من الله القوي العزيز.