تعليق صحفي

التطبيع لن يفلح بإضفاء الشرعية على الاحتلال بل سيعجل من انفجار الأمة في وجه حكامها العملاء!

كشف كيان يهود أن الوجهة القادمة لرئيس وزرائه بنيامين نتنياهو ستكون السودان وفي ذات الوقت أعلن مصدر دبلوماسي رفيع في كيان يهود أن "تل أبيب" تجري مفاوضات متقدمة لتطبيع العلاقات مع البحرين.

قطار التطبيع يسير بسرعة كبيرة في هذه الأيام فما أن يتوقف في محطة حتى يُعلَن عن المحطة القادمة له، ومن بين المحطات التي استقبلته كانتقطر التي استقبلت فريقا رياضيا لكيان يهود وسمحت له برفع علم كيان يهود المشؤوم وعزف نشيدهالوطني،ومن ثم تلتها محطة الإمارات حيث تم استقبال وزيرة الثقافة والرياضة لدى كيان يهود وتم مرافقتها لزيارة بيت من بيوت الله وهي الوقحة التي وصفت الأذان بأنه "نباح كلاب"،وتبعها تبني الإمارات تمويل خط أنابيب الغاز الذي سيمكن كيان يهود من نقل الغاز المسروق من البحر المتوسط إلى أوروبا وتعهدها بدفع 100مليون دولار لتمويل المشروع، وتزامن ذلك مع زيارة رسمية لرئيس تشادإدريس ديبي ولقائه نتنياهو بعد انقطاع دبلوماسي دام 46 عاما بينالبلدين، والآن يتم الإعلان عن زيارة مرتقبة للسودان وتشاد من قبل نتياهو وتوطيد العلاقات مع البحرين،أما السعودية والأردن ومصر وتركيا فقد سبقتهم في التطبيع وهنالك دول تنتظر "الفرصة"!.

لقد سُرَّ كيان يهود بهذه الهرولة والتسابق بين الدول العربية والإسلامية للتطبيع معه وهو ما عبر عنه نتنياهو خلال لقائه الرئيس التشادي حيث قال:"أريد أن أهنئكم على قيادتكم وعلى سياستكم، وأعتقد أنكم تدركون التغيير الذي يحدث"،وتابع "لقد ناقشت مع رئيس تشاد التغييرات التي تحدث في العالم العربي فيما يتعلق بإسرائيل"،وأضاف "لقد تحقق ذلك في زيارتي إلى سلطنة عُمان خلال اللقاء مع السلطان قابوس، وفي الوقت القريب ستكون مثل هذه الزيارات في الكثير من البلدان العربية"، وخاطب الرئيس التشادي قائلاً "أنت، بصفتك زعيماً لبلد إفريقي هام، أغلبيته مسلمة، قدمت إلى إسرائيل، وهذا دليل على ما سيحدث مع دول أخرى".

ويبدو أن القطار لن يتوقف وسيكمل مسيرته بوتيرة متسارعة وذلك بحسب تصريح لمسؤول رفيع في كيان يهود حيث قال:"زيارة رئيس الدولة الإسلامية تشاد إلى إسرائيل ستعزز بشكل كبير وجوهري توطيد العلاقات مع الدول المسلمة المجاورة، مالي والنيجر والسودان".

لقد باتت هذه الأنظمة المجرمة، التي لا تخشى الله ورسوله، لا تطيق أن تبقى علاقاتها مع كيان يهود سرية ومن خلف ستار، ولو كان ستاراممزقا ومهترئا،وإنما أرادت الانتقال إلى التطبيع العلني والتصريحات المباشرة، وما أن باشر القطار بالسير حتى فُتحت له المحطات تباعاً من قبل الأنظمة العربية والإسلامية ضاربة   بعرض الحائط الأحكام الشرعية التي تحرم التطبيع مع كيان يهود وغير مبالية بمشاعر المسلمين الغاضبة تجاه كيان سفك دم إخوانهم ودنس المقدسات ونشر في الأرض الفساد، وغير آبهة بنقد الناقدين أو معارضة المعارضين وكل ما يهمها تجاوز نقطة أن هنالك أرضا محتلة وكياناغاصبا والانتقال إلى أن كيان يهود هو كيان مشروع ودولة شرعية يجب إنشاء العلاقات السياسية والاقتصادية معها!!.

أما كيان يهود فهو فوق المكاسب السياسية التي يحققها من خلال التطبيع مع هذه الأنظمة الخائنة، من إضفاء الشرعية على نفسه والترويج لكيانه على أنه دولة لها علاقاتها الاقتصادية والسياسية في المحيط الإقليمي والعالمي وتجميل صورته الملونة بالدم ومخططه بالتدمير والإفساد في نظر الشعوب العربية والإسلامية وغيرهم من الشعوب، فإنه يحقق مكاسب اقتصادية أيضاً فالتطبيع مع الإمارات تبعه تبني الإمارات لتمويل خط أنابيب الغاز، ولقاء رئيس تشاد تبعه إعلان نتنياهو عزمه على إيجاد أرضية استثمارية لكيان يهود في تشاد وكذلك استخدام مجالها الجوي للتنقل، وزيارة السودان سبقها كشف هيئة البث لكيان يهود "أن من بين أهداف الزيارة المرتقبة إلى السودان تقليص مسافة الرحلات الجوية بين إسرائيل والقارة الأميركية الجنوبية وهو الأمر الذي يستلزم استخدام المجال الجوي لكل من السودان وتشاد"،وهو ما أكده مسؤول رفيع حيث قال "إن أحد الأهداف وراء تعزيز العلاقات مع تشاد ودول وسط إفريقيا الأخرى هو السماح برحلات جوية بين إسرائيل وأميركا اللاتينية".

إن هذا التطبيع القذر مع كيان يهود المسخ لن يغير من حقيقة أن كيان يهود هو كيان غاصب لأرض إسلامية مباركة، وتوطيد العلاقات السياسية والاقتصادية معه لن تغير الحكم الشرعي القاضي بوجوب استئصاله من جذوره، واستقبال الأنظمة العميلة لمجرمي هذا الكيان لن يقلل من غضب الأمة واحتقانها وترقبها للحظة القضاء عليه وتطهير الأرض المباركة منه، بل إن هذا التطبيع يفضح هذه الأنظمة ويجعلها شريكة لكيان يهود في جرائمه ويزيد حجم الغضب الكامن في نفوس المسلمين على حكامهم العملاء وأنظمتهم الجبريةالعميلة، فهذا التطبيع يصب الزيت على النار بشكل يُعجل بانفجار الأمة في وجه حكامها وأنظمتهم ليسقطوهم ويدوسوا عروشهم ويحركوا الجيوش للقضاء على كيان يهود ومن يواليهم. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَىٰ أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ ۚ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ)

2018-11-28