تعليق صحفي
عقلية عباس وقادة السلطة الخربة لا تقنع إلا بالسلام المهين!


دعا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مجدداً لعقد مؤتمر دولي للسلام يكون للاتحاد الأوروبي وأعضاء مجلس الأمن دور هام فيه، وصولا لنيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته بعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب كيان يهود في أمن وحسن جوار.
وللوقوف على كذبة السلام المزعوم وتاريخ نشوئها والغاية منها لابد من أن نرجع بذاكرتنا قليلاً إلى الوراء؛
فقد أسس يهود كيانهم الغاصب على كذبة كبرى هي: "أن فلسطين أرض بلا شعب وهم شعب بلا أرض" وللحفاظ على كيانهم المسخ أحاطوا أنفسهم بسياج من الأكاذيب التي لا تنتهي ومنها "كذبة السلام" وهي كذبة تفوق في حجمها وأثرها كذبتهم الأولى.
ولتسويق وتسويغ كذبتهم الأولى تكفل قادة الصهيونية العالمية بطرق أبواب الدول الكبرى، ومع تلاقي مصلحتهم مع مصالح تلك الدول التي تتربص بالمسلمين وتسعى لإقامة كيان يكون خنجراً مسموماً في خاصرة المسلمين وقاعدة عسكرية متقدمة لهم في المنطقة، أقيم هذا الكيان الغاصب.
أما كذبة السلام فقد تكفل أزلام السلطة الفلسطينية بتسويقها على أبواب الدول الكبرى كأمريكا وعتبات الدول الصغرى كمالطا! بل طافوا بها وعلى مدى عقود في كل حي ومحفل ونادٍ، فكلل مسعاهم بأن أصبح وَهم السلام على ألسنة كل القوى السياسية الدولية منها والمحلية رغم أنهم لم ينالوا من ثمراته النكدة لا نقيراً ولا قطميراً.
كسب يهود من خلال قبولهم بالسلام المزعوم الوقت الكافي لزرع وبناء مستوطناتهم على الأرض التي قضموها في ظل السلام المزعوم، والعالم الحر مشغول بطرح خطط للسلام متشابهة في معظمها ويقومون بعقد مؤتمرات وجولات للمحادثات والقمم التي يتخللها الكلام الفارغ عن كذبة السلام التي يتوسع ويتمدد كيان يهود في ظلها سياسيا واقتصاديا وجغرافيا ليس على حساب أهل فلسطين فحسب بل على حساب العالم الإسلامي برمته.
وفي الوقت نفسه كسب أزلام السلطة "شرف!" الحضور في مسرحية الأمم المتحدة الهزلية المنددة بالاستيطان وحفلة مجلس الأمن الذي قرر حل الدولتين على الورق.
هذا المشهد المفزع خبرناه جيلاً بعد جيل وتكراره بات مؤذياً للنفس وإن كان يثبت افتقار أصحابه لذرة إيمان أو أي انتماء للبلاد والمقدسات علاوة على اثباته فشلهم السياسي المدوي.
فرئيس وزراء بريطانيا الشهير "تشرشل" الذي أطلق مقولة "الحقيقة ثمينة يجب احاطتها بسياج من الأكاذيب" نجح في جعل بلاده في مقدمة الدول العظمى رغم خوضها الحربين العالميتين الأولى والثانية،
أما أزلام السلطة فضيعوا بأكاذيبهم حقيقة القضية وبوصلة الصراع وخلقوا حالة من قابلية الاحتلال عند بعض أبناء شعبهم.
إن قضية فلسطين الإسلامية هي أسمى من أن يعبث بها العابثون وحلها لا يكون في المحافل الدولية ولا بالوسائل السلمية التي ترهن القضية للقوى الاستعمارية بل بجهاد يقتلع كيان يهود من جذوره ويعيد فلسطين كجزء أصيل من عالمنا الإسلامي الكبير تحت راية رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإلى هذا الشرف العظيم ندعو جيوش العالم الإسلامي لينالوا بجهادهم وتحريرهم لمسرى رسولهم عز الدنيا وحسن ثواب الأخرة.
01/02/2019