تعليق صحفي

يأبى حكام الخليج الخونة إلا الهرولة خلف عربة كوشنير الأمريكية!

  في جولته الخليجية الرامية لتسويق صفقة بلاده المشؤمة المعروفة بصفقة القرن صرح كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي ومبعوثه للشرق الأوسط، بحديث مقتضب عن أهم عناصر خطته من خلال ما بات يعرف "بصفقة القرن" حيث اعتبر أنها تختلف عن كل سابقاتها من اتفاقات ومشاريع تسوية رمت لإحلال السلام في الشرق الأوسط، فهي مضمونة النتائج! لأنها -بزعمه- ترتكز على أربعة مفاهيم (الحرية وحرية الفرص والعبادة والكرامة) وأضاف العُنصر الأهم في رأينا هو اندماج الشعب "الإسرائيلي" في المنطقة، والتدفّق الحر للسلع والناس، وحل مسألة الحدود وقضايا الوضع الدائم.

هذه هي عناصر الخطة أو الخلطة السحرية السرية التي يريد كوشنير تسويقها خليجيا كي تنسينا الحقائق الجغرافية والتاريخية والعقدية المتعلقة بكيان يهود المسخ، الذي دنس المقدسات وهوّد البلاد وشرد العباد وأذاق من تبقى منهم سوء العذاب منذ نشأته قبل سبعة عقود حتى اليوم!

وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الطغم الاجرامية الخليجية هي التي مولت الثورات المضادة في المنطقة لذبح الحرية ودفن الكرامة وطمس العبادة بسكاكين أمريكية، فإن سلام كوشنير المنشود يعني أن تصبح شعوبنا قطعانا في المزرعة الأمريكية تذبحها وقتما شاءت بإشراف من القوى اليهودية!!

ربما قلة خبرة كوشنير وسذاجته السياسية وركوع رويبضات الخليج له جعلته يتوهم أن بمقدوره تحقيق إنجاز سياسي عجزت عن تحقيقه كل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لحل المعضلة التاريخية الكبرى مع كيان يهود المسخ!

لكن ما يجهله كوشنير أن سير الحكام في ركبه بلا قيد أو شرط وتفريطهم في قبلة المسلمين الأولى ومن قبلها تنكرهم لإسلامهم وانخراطهم في محاربته تحت مسمى محاربة الإرهاب لن يضر الله شيئا ولن يقتل الأمة بل سيسرع  في محاولة انقضاض الشعوب على كراسي الحكام المهترئة في كل لحظة من اللحظات بسب خيانتهم لدينهم وبلادهم وانبطاحهم أمام غطرسة الغرب ويهود، لا فارق بين المطبعين منهم و"الممانعين" لأنه ثبت بما لا يدع مجالا للشك أنهم مجرد أدوات بيد المستعمرين وأعداء للأمة.

وأخيرا نقول إن حل قضية فلسطين لا يكون إلا برؤية إسلامية (وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ)وليس وفق التطلعات الترامبية ولا الأماني اليهودية، وأن تهويد القدس بمباركة الحكام الفجار سيحفز الشعوب لتحطيم خشبهم المسندة وإزالة كيان يهود ورجسه من الأرض المباركة فلسطين وإعادتها عزيزة لجسم الإمة الإسلامية لتتخذ من قدسها حاضرة للخلافة الإسلامية(وقل للذين لا يؤمنون اعملوا على مكانتكم إنا عاملون وانتظروا إنا منتظرون(

 2019/2/27