تعليق صحفي

ثمانون مليون لتر من "العامل البرتقالي" لا تمحوها ملايين الدولارات!

والجرائم البشعة بحق الإنسانية وأمة الإسلام لا تمحوها المساعدات!

 أعلنت الولايات المتحدة إطلاق حملة بكلفة 183 مليون دولار لتنظيف موقع تخزين عسكري سابق في "بين هوا" في فيتنام من مادة "العامل البرتقالي" التي استخدمت خلال الحرب الأمريكية على فيتنام.

ويذكر أن الجيش الأمريكي استخدم هذه المادة الكيماوية السامة ابان حربه في فيتنام بكميات كبيرة وصلت إلى ثمانين مليون لتر أدت في ذلك الوقت إلى قتل الأشجار والأعشاب والبشر، ورغم مرور ما يقارب خمسة عقود على إنتهاء الحرب إلا أن آثار هذه المادة التي لوثت المياه الجوفية والأنهار والتربة ما زالت ماثله إلى اليوم حيث يولد أطفال بعيوب خلقية وإصابات بالسرطان وإعاقات جسدية حادة ويولد بعضهم الآخر برؤوس متضخمة أو أطراف مشوهة.

وتقول السلطات في هانوي إن نحو ثلاثة ملايين فيتنامي تعرضوا للعامل البرتقالي، وإن مليون شخص يعانون من تأثيرات خطيرة على الصحة، من بينهم 150 ألف طفل على الأقل يعانون من عيوب خلقية وكذلك على صعيد البيئة ففي "بين هوا" لوحدها تسبب أكثر من خمس مئة ألف متر مكعب من مادة الديوكسين شديدة السمية في تلويث التربة، مما يجعل منها أكبر منطقة ملوثة في فيتنام، بحسب بيان للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس آيد) التي أطلقت جهود التطهير السبت.

هذا هو تاريخ الولايات المتحدة! دولة قامت على جماجم البشرية من إبادتها للهنود الحمر إلى خروجها من عزلتها الدولية في الحرب العالمية الثانية واستخدام السلاح النووي في اليابان إلى مجازرها في فيتنام، ومن ثم البدء بالمجازر بحق أمة الإسلام من أفغانستان إلى العراق والشام واليمن مستخدمةً طائراتها ودباباتها وغواصاتها وحاملات طائراتها وأسلحتها المدمرة، وليس آخرها أم القنابل في أفغانستان، ومستعينة بالأتباع والأشياع من الخونة والعملاء في بلاد المسلمين، هذا عوضاَ عن الاستعانة بالدول التي لا تقل عنها إجراماً، مثل روسيا، لتدمير الشام وإبادة أهلها ووأد ثورتها، وكل ذلك تحت غطاء الحرب على الإرهاب، وما هي إلا إبادة للبشرية وإهلاك للحرث والنسل وحرب على الإسلام لمنع عودة دولته، الوحيدة القادرة على إنقاذ المسلمين وتخليص البشرية من شرور الولايات المتحدة ومبدئها الرأسمالي الذي تستمد منه إجرامها وبطشها بالعالم.

والحقيقة أن الولايات المتحدة واهمة إن ظنت أن ما ارتكبته، بحق البشرية بشكل عام وأمة الإسلام بشكل خاص، تستطيع محوه من خلال المساعدات (الإنسانية!) عن طريق المنظمات الدولية -التابعة للأمم المتحدة أو غير التابعة لها- التي وجدت للتغطية على تلك الجرائم ومداواة بعض آثارها الجهنمية، خاصة بعد سقوط القناع عن وجه هذه المؤسسات القبيح وانكشاف عمليات الاغتصاب والابتزاز الجنسي وإستغلال الأطفال من قبل تلك الجمعيات مقابل تقديم الدواء والغذاء للناس في المناطق المنكوبة!

وهي واهمة كذلك إن ظنت أن سيول الدماء التي سفكت من المسلمين، والحواضر والمدن التي دمرت، يمكن أن تعوض بكثير المال، فكيف بالفتات!! ومع ذلك فقد باتت الولايات المتحدة في ظل الإدارة الحالية تحجم عن دفع الفتات، وإذا اضطرت ألزمت الأنظمة العميلة لها، وخاصة دول الخليج، على الدفع تحت مسمى إعادة الإعمار وغير ذلك.

إن البشرية لن تنسى للولايات المتحدة جرائمها، وكذلك أمة الإسلام التي تتوق لمحاسبتها، وها هي أمة الإسلام تتحرك في مشارق الأرض ومغاربها للتخلص من الظلم الواقع عليها من قتل وسلب ونهب وحكم بغير ما أنزل الله، وهذه الحركة في الأمة ستتوج في النهاية –بإذن الله- بإقامة دولة الخلافة التي ستحاسب الولايات المتحدة على كل تلك الجرائم وتنقذ العالم والبشرية من شرورها وشرور الدول الكبرى والمبدأ الرأسمالي العفن، وتطبق نظام الإسلام الذي ينشر العدل ويحفظ للإنسان كرامته ومكانته.

21-4-2019