تعليق صحفي

في ظل الحديث عن انهيار السلطة، مستقبل أسود ينتظر أزلامها

ليس مستغربا أن يصف بعض المحللين اليهود السلطة الفلسطينية بالاختراع العبقري وبالمصلحة الاستراتيجية لكيان يهود، فقد عملت منذ ولادتها وإلى يومنا هذا كأداة وظيفية مبرمجة للذود عن يهود ومصالحهم الإجرامية، خاصة الأمنية منها، على حساب أهل فلسطين وأرضهم ومقدساتهم وكرامتهم!

 ولعلم أزلام السلطة بحاجة يهود الماسة لخدماتهم القذرة، فقد دأبوا منذ بداية هذا العقد على إشهار سلاحهم الوحيد في وجه مشغليهم وهو التهديد بحل السلطة، لإجبار يهود على إبقاء أبواب العملية التفاوضية مشرعة أمامهم، ما يمنحهم فرصة تطوير سلطتهم الزائفة كي ترتقي لطور الدولة، ولو كانت هذه الدولة هزيلة ذليلة تستمد بقاءها من السهر على أمن يهود.

فقد صرح صائب عريقات من قبل قائلا: "بالنظر إلى الظروف الحالية، ‏فلا أعتقد أن السلطة ستصمد كثيرا، لأن هناك فرقا بين الحديث عن حل السلطة وتسليم المفاتيح، لأني أعتقد أن المفاتيح لم تكن بيدنا يوما، فالرئيس الحقيقي للشعب الفلسطيني هو وزير الجيش، ‏ورئيس الحكومة الحقيقي للشعب الفلسطيني هو منسق شؤون المناطق بولي مردخاي، فعندما يريد رئيسي السفر إلى عمان فعليه طلب الإذن من الضابط الإسرائيلي، هذه الحقيقة ولذلك فأنا أتوافق مع فكرة أن السلطة لن تصمد طويلا في الظروف الحالية."

وقد عزا عزام الأحمد في لقاء له مع صحيفة القدس العربي سبب إمكانية انهيار السلطة إلى فشل عملية السلام واستمرار الاحتلال للضفة الغربية واحتجاز الأموال الفلسطينية، وأشار أن "سلطته وهمية غير موجودة بشكل فعلي إلا بجانب محدد وفق ما تريد إسرائيل".

لقد سادت التخوفات والتحذيرات في الآونة الأخيرة الأوساط الإعلامية والأمنية اليهودية من أن تقود سياسة نتنياهو المندفعة إلى تقويض السلطة وإشعال فتيل النار في المنطقة من جديد.

فهل سيقوم نتنياهو بضم مستوطنات الضفة وينهي حكم السلطة؟

وهل سيكون مصير أزلام السلطة كمصير قوات لحد في جنوب لبنان عندما تركهم يهود يهيمون على وجوههم في الأرض أذلاء تطاردهم أيدي الناس ولعناتهم؟

أم ستبني لهم معسكرا خاصا كما فعلت بالعملاء الفارين من الانتفاضة الأولى ممن أسكنتهم أذلاء على أرض الظاهرية؟

لقد آن الأوان لأن يعود أبناء هذه السلطة، ممن يملكون ذرة من عقل، لرشدهم، وأن يكفوا عن خدمة يهود والتنسيق الأمني القذر، وأن يعلنوا التوبة والبراءة من السلطة وفعالها ومن كل مخططات الاستعمار الخيانية، قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه الندم.

27/5/2019