تعليق صحفي

فساد الكنيسة اليونانية والسلطة الفلسطينية والأردن تُوُّج بخيانة

صادقت المحكمة العليا لكيان يهود على بيع فندقا "البتراء" و"نيو إمبريال" في القدس إلى المستوطنين وأفراد جمعية "عطيرت كوهنيم" من قبل الكنيسة اليونانية ويقع الفندقان في واجهة باب الخليل وفي موقع يؤدي بسلاسة إلى حائط البراق ويعزز سطوة المستوطنين على الحي النصراني والحي الإسلامي،وكانت هذه الصفقة جزءاً من عدة صفقات كُشف الغطاء عنها قبل أعوام بين الكنيسة اليونانية وكيان يهود تم بموجبها بيع أراضٍ وعقارات تتبع للكنيسة اليونانية إلى جمعيات استيطانية في القدس وقيسارية ويافا في محاكاة لما قامت به الكنيسة الأرثدوكسية الروسية (المسكوب) خلال القرن المنصرم.

وهذه الجريمة قد اشتركت فيها جهات عدة دولية وإقليمية ومحلية وهذا ما بينه عضو المجلس الأرثوذكسي في فلسطين والأردن أليف صباغ للجزيرة نت حيث قال: "لدينا كل الدلائل التي تشير إلى أن ثيوفيولوس تآمر مع المستوطنين لتمرير الصفقة، ولم يدافع عن حق الكنيسة في العقارات لأنه منذ البداية أقال إيرينيوس لتمرير هذه الصفقة وصفقات أخرى كأراضي الطالبية غرب القدس، وقلنا هذا من البداية للسلطة الفلسطينية والأردنية وقدمنا أدلة دامغة، لكنهما للأسف دافعوا عنه ومولوه"، وعن دور البطريركية اليونانية علق قائلاً إن: "البطريركية فاسدة وما يدفع فوق الطاولة مختلف عما تحتها لأن تلك الأوقاف ليست للبطريركية اليونانية وإنما هي أوقاف عربية أرثوذكسية يبيعونها بسعر الفجل لأنهم لم يضحوا بشيء لأجلها" وبين الصباغ أنه كان يلزم لمنع حدوث هذا الأمر ومنع تكراره إقالة ثيوفيولوس ومحاكمته وكذلك تعريب الكنيسة ولكن بحسب الصباغ السلطة الفلسطينية والأردنية توفران الحماية لثيوفيلوس وتعطلان محاكمته وكذلك تعطلان تعريب الكنيسة حيث قال: "إنهما لا تريدان تعريب الكنيسة لحاجة في نفس يعقوب".

ما حصل يبين عدة أمور:

1-      أن الكنيسة اليونانية غير مؤتمنة وخائنة وتنقل أملاكها لكيان يهود العقار تلو العقار وكذلك القائمون عليها هم سماسرة ليهود وأن هذا الأمر بات يدركه حتى اتباع الكنيسة اليونانية وغيرهم على الأرض المباركة حتى وصل بهم الحال إلى المطالبة بتعريب الكنيسة ومنع إدارتها من الخارج.

2-      فساد السلطة والقائمين عليها من خلال مساعدتهم للبطريركية في تسريب تلك العقارات لكيان يهود كما بين الصباغ وكذلك فساد النظام الأردني صاحب الوصاية الباطلة التي يستغلها كغطاء لتمكين يهود من التملك في البلدة القديمة ومناطق أخرى من القدس.

3-      أن يتم التعامل مع الجهات الخارجية المشرفة على الكنائس على مختلف أطيافها على أنها محل شبهة والكثير منها أداة بيد كيان يهود ليستشري سرطانه في الأرض المباركة -كما حصل مؤخراً في القدس من قبل الكنيسة اليونانية وكذلك ما حصل في العروب قضاء الخليل من قبل الكنيسة المشيخية حيث سربت عقار بيت البركة وتبلغ مساحته 30 دونم- ووجوب الحذر من تلك الجهات ومنع تمليك أي أرض أو عقار لها ومنعها من تسريب ما تبقى من عقارات في يدها.

4-      عظم حجم الجريمة التي قامت بها السلطة ورجالاتها بتمليكهم أرض جبل سبته في الخليل والتي تبلغ مساحتها نصف مساحة المسجد الأقصى، وأن ما حصل هو مقدمة لتسريب تلك الأرض ليهود وإقامة مستوطنة جديدة في الخليل إذا لم يقف أهل الخليل وأهل الأرض المباركة بحزم في وجه القضاء ومحكمة العدل العليا التي تتابع القضية والدعوة المرفوعة على رئيس السلطة من قبل آل تميم لإبطال تلك الهبة الباطلة شرعاً وقانوناً قبل فوات الأوان كما حصل في فندق الإمبريال والبتراء.

5-      أن الفساد مستشري في السلطة وفي هيئة مكافحة الفساد نفسها فهي ترى الفساد وتسكت عنه ومن الأمثلة على ذلك القضية المذكورة في الأعلى وكذلك إهمال القضية المقدمة منذ عامين من قبل آل التميمي لدى هيئة مكافحة الفساد ضد رئيس السلطة لتجاوزه القانون وقرار محكمة العدل العليا الذي يقضي بمنع إجراءات استملاك السلطة للأرض ولكن الرئيس داس القرار وقام بوهب الأرض للبطريركية الأرثوذوكسية الروسية (المسكوب) صاحبة التاريخ الأسود في تسريب العقارات لكيان يهود وإلى الآن هيئة مكافحة الفساد لم تتخذ أي إجراء بحق كل الفاسدين الذين تورطوا في تلك الجريمة رغم وضوحها.

6-      إن الناس هم الجهة الفعالة والقادرة على الوقوف في وجه الفاسدين والمفسدين ومنع فسادهم وخير دليل على ذلك وقوفهم في وجه السلطة ومنعها من تنفيذ قانون الضمان الذي كان يهدف لسرقة أموال الناس وإفقارهم، وعلى الناس أن يستمروا في ذلك على شتى المجالات فهذا عمل الرجال وواجب أوجبه الله تعالى على أمة الإسلام وميزها به عن باقي الأمم

قال تعالى: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ)).

11-6-2019