تعليق صحفي

السلطة وعلى لسان اللواء فرج تفاخر بالتزامها مع الغرب في حرب الإسلام

قال رئيس جهاز المخابرات العامة اللواء ماجد فرج خلال مشاركته ممثلاً لفلسطين في المؤتمر الدولي العاشر لقضايا الأمن، الذي استضافته مدينة أوفا الروسية "أنتم تدركون جيداً رغم أننا تحت الاحتلال، إلا أننا ملتزمون بالسلام ومكافحة الإرهاب، ونقوم بما نستطيع مع العديد من الدول الموجودة في هذه القاعة، وأن خيارنا كما يؤكد الرئيس محمود عباس دوماً هو السلام والعدل ومكافحة الإرهاب، هذه خياراتنا الاستراتيجية ولن نتراجع عنها".

السلطة لم تكتف بأن تكون الأداة  الغربية الفعالة ورأس الحربة الحادة في تصفية قضية فلسطين، ولم تكتف بالتنازل عن معظم الأرض المباركة لكيان يهود، بل تأبى إلا أن تضيف إلى سجلها الأسود المليء بالجرائم بحق أهل فلسطين المزيد منها وهي جريمة ما يسمى بمكافحة الإرهاب، أي الإسلام، التي تحدث عنها ماجد فرج، والتي جاءت بالتزامن مع أفعال مجرمة تنفذها السلطة على أرض الواقع في الضفة الغربية، حيث قام جهاز المخابرات الذي يترأسه فرج باعتقال الأستاذ علاء أبو صالح عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في الأرض المباركة قبل أيام وشارك كذلك جهاز المخابرات الأجهزة الأمنية الأخرى في الحملة الأخيرة التي طالت العشرات من شباب الحزب، فهل يريد ماجد فرج والسلطة من خلال هذه الأفعال التي تتزامن مع تلك التصريحات أن يثبتوا لروسيا المجرمة التي تعتبر حزب التحرير منظمة إرهابية وتعتقل شبابه وتصدر عليهم أحكاما تصل إلى عشرين عاماً، وليس آخرها الحكم بالسجن لخمسة من شباب الحزب اعتقلوا في شبه جزيرة القرم وصدرت أحكام نهائية بحقهم بتاريخ 17 حزيران وتراوحت تلك الأحكام الجائرة من 12 إلى 17 عاماً مع الأعمال الشاقة، هل يريدون أن يثبتوا للروس المجرمين أنهم لا يطلقون تصريحات جوفاء وإنما يترجمونها على أرض الواقع من خلال الاعتقالات والتضييق على حملة الدعوة؟؟

إنّ أفعال السلطة في حق أهل فلسطين ومنذ قدومها بعد اتفاقية أوسلو السوداء تنطق بما صرح به ماجد فرج وهي أن هذه السلطة لم تأت إلا لمحاربة أهل فلسطين تحت ذات المسميات التي ذكرها ماجد فرج وهي الالتزام بالسلام والمقاومة السلمية ومحاربة العنف والإرهاب، فتحت هذه المصطلحات المستوردة من الغرب تمت تصفية الكثير من المجاهدين، وتم تسليم الكثير من المطلوبين والمطاردين لكيان يهود، وتحت ذات الذريعة تفاخر ماجد فرج ذات يوم بأن السلطة أحبطت العديد من العمليات التي كانت تستهدف كيان يهود، وها هي الآن تحارب حملة الدعوة وتعتقل العشرات منهم وهم الذين يقفون في وجه جميع المشاريع الغربية والمؤامرات الدولية التي تتربص بأهل فلسطين والأمة الإسلامية ويواصلون ليلهم بنهارهم لإقامة دولة الإسلام التي تحرك الجيوش وتقتلع كيان يهود من جذوره وتنسي الغرب وساوس الشيطان.

السلطة في غيها ماضية، وغفلت أنّ من كان حاله الاستناد للغرب الكافر والاستقواء بأعداء الأمة فمصيره الخسران والخزي في الدنيا والآخرة، ومن كان يستند إلى أمته ويستقوي بعقيدته وخالقه فمصيره الوصول إلى غايته بتحكيم شرع الله والتمكين في الأرض وعندها كما قال الله تعالى ((وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ)).

22-6-2019