تعليق صحفي

خنوع الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين تشجع كيان يهود على الشروع بالتقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى

  قال وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان إنه "يجب تغيير الوضع الراهن (الاستتكو) في المسجد الأقصى حتى يستطيع اليهود الصلاة فيه"، وأضاف "من حق اليهود الصلاة في الأقصى بشكل فردي، أو جماعي، في مكان مفتوح أو مكان مغلق"، وتأتي تصريحات أردان بعد يومين من تصريحات لرئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو التي قال خلالها إن "من حق اليهود أحياء ذكرى خراب الهيكل في (جبل الهيكل) وأنه هو من قرر إدخال اليهود للأقصى في أول أيام عيد الأضحى المبارك"، وفي ذات السياق جاءت تصريحات قائد شرطة "لواء القدس" حيث قال "لا يوجد وضع راهن عندما يتعلق الأمر بجبل الهيكل".

إن هذه التصريحات هي بمثابة إعلان واضح وصريح عن نية كيان يهود البدء في تقسيم المسجد الأقصى زمانياً ومكانياً في محاكاة بما فعله بالمسجد الإبراهيمي في الخليل، وهي كذلك إعلان بأن كيان يهود سيترجم تلك التصريحات إلى خطوات عملية في الفترة القادمة لإنجاز ما كان يخطط له منذ زمن بحق المسجد الأقصى، ويبدو أنه وجد الفرصة الآن سانحة لذلك في ظل الدعم الأمريكي المطلق له وخاصة إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب القدس عاصمة لكيان يهود ومن ثم نقله السفارة الأمريكية إليها.

إن السبب الحقيقي لما يحصل الآن للمسجد الأقصى، من اقتحامات وصلت إلى التجرؤ باقتحامه صباح عيد الأضحى المبارك في سابقة هي الأولى من نوعها، ومن ثم هذه التصريحات عن النية بالشروع في التقسيم، مرده إلى المواقف المخزية للأنظمة العميلة الحاكمة في بلاد المسلمين التي لم تحرك ساكناً تجاه ما حصل ويحصل للمسجد الأقصى وتكتفي بعبارات الشجب والإدانة والتحذير التي لا توقف مخططا ولا تردع معتديا بل تشجعه للمضي قدماً في تنفيذ مخططاته!! فرغم عظم الأمر وخطورته على المسجد الأقصى، أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، إلا أن النظام الأردني صاحب الوصاية المزعومة على المسجد الأقصى اكتفى بالشجب والتحذير على عادته حيث استنكرت وزارة الخارجية الأردنية تصريحات وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان، وأعرب الناطق الرسمي باسم الخارجية الأردنية عن "رفض المملكة المطلق لمثل هذه التصريحات وطالب السلطات (الإسرائيلية) بالوقف الفوري لمحاولة تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك وأشار إلى أن الخارجية الأردنية وجهت مذكرة رسمية عبر القنوات الدبلوماسية للاحتجاج والاعتراض على تصريحات الوزير".

وكذلك موقف السلطة الفلسطينية فهو لا يخرج عن مواقف الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين التي تكتفي بالشجب والتحذير، حيث حذرت الرئاسة الفلسطينية من "مغبة المساس بالوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك مستنكرة تصريحات وزير الأمن الداخلي جلعاد أردان التي دعا فيها لتغيير (الوضع التاريخي) القائم في المسجد الأقصى".

لن ينقذ المسجد الأقصى من هذه المخططات التصريحات الممجوجة المخدرة ومذكرات الاحتجاج التي لا تعدو كونها حبرا على ورق، فتلك الأعمال لا تردع معتديا ولا توقف مخططا وهذا أثبتته التجارب والأيام لمن كان يعول عليها، وتجاهل أبجديات السياسة والتغافل عن الحكم الشرعي الذي يقضيه الإسلام وهو أن لا خلاص للأرض المباركة والمسجد الأقصى من أذى يهود وإفسادهم سوى بتحرك جيوش الأمة، التي هي على مرمى حجر من الأرض المباركة، لتقتلع كيان يهود من جذوره وتخلص الأمة الإسلامية والأرض المباركة من شروره واعتداءاته ومخططاته، وهو ما يوجب على الأمة الإسلامية التي تتمسك بالأرض المباركة وتعشق شد الرحال إلى المسجد الأقصى أن تتحرك بكل قواها لإسقاط حكامها العملاء، وإعلان النفير والجهاد وتحريك الجيوش لإنقاذ المسجد الأقصى وكامل الأرض المباركة، ليدخل المسلمون المسجد الأقصى محررين مهللين مكبرين

(وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ اللَّهِ ۚ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ ).

14-8-2019