تعليق صحفي

بقاء السلطة الفلسطينية مهم عند نتنياهو إلى درجة تدفعه لأن يطلب من ترامب إعادة إرسال المساعدات المالية للسلطة وأجهزتها

ذكر موقع "Axios" الإخباري الأمريكي أن دونالد ترامب رفض طلب لرئيس وزراء كيان يهود بنيامين نتنياهو طالب فيه بتجديد المساعدات الأمريكية لقوات السلطة الفلسطينية، وأضاف الموقع أن "مسؤولين أمريكيين أكدوا أن ترامب أخبرهم أنه إذا كان الأمر مهماً لنتنياهو فليدفع هو هذه الأموال"، وذكر الموقع الأمريكي أن رون جرمر سفير كيان يهود لدى واشنطن ومسؤولين (إسرائيليين) آخرين قد طلبوا بإعادة تلك المساعدات للقوات الأمنية الفلسطينية التي تعمل عن كثب مع (إسرائيل).

واضح من خلال هذا الخبر مدى حرص نتنياهو على بقاء السلطة الفلسطينية وأجهزتها وعدم انهيارها، وهو ما عبر عنه رون جرمر بوصفه تلك القوات بأنها تعمل عن كثب مع (إسرائيل)، وسبب هذا الحرص من قادة كيان يهود على السلطة هو الأعمال التي تقوم بها السلطة خدمة له، فالسلطة أعلنت مراراً وتكراراً عن إفشالها العديد من العمليات التي كانت تستهدف كيان يهود وأمنه ومستوطنيه وتسليمها العديد من المطلوبين، وأيضاً ما تمارسه السلطة من تضييق على أهل فلسطين لإفقارهم ودفعهم إلى الهجرة وترك الأرض المباركة وبذلها الوسع في إفساد من يرفض الخروج من خلال الإفساد الممنهج ومن خلال تطبيقها لاتفاقيات ساقطة مجرمة مثل سيداو، ورعايتها للنشاطات اللاأخلاقية المحرمة المخزية المخالفة للإسلام والبعيدة كل البعد عن أخلاق أهل فلسطين ودينهم، وفتحها الباب على مصراعيه للجمعيات النسوية ذات الأهداف الغربية وصاحبة الأجندات المشبوهة بغرس سهامها النجسة في أجساد شباب وبنات أهل فلسطين ليكونوا لقمة سائغة للشهوات والمحرمات وأجهزة الشاباك والتجنيد والإسقاط عند كيان يهود، وقبل كل هذا تمسكها بالتنازل عن ثلثي الأرض المباركة لكيان يهود وإصرارها على أن يكون التنازل بتوقيع منظمة التحرير باعتبارها الممثل الوحيد و"الشرعي" لأهل فلسطين أمام الدول الغربية والمنظمات العالمية ما يعطي تلك الخيانة زخما سياسيا يتطلب الحفاظ على مرتكبها.

إن بقاء منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية أمر ضروري لمحاربة أهل فلسطين والإسلام، وهي أداة ثمينة بيد الغرب لتصفية قضية فلسطين وفق مشاريعه الشيطانية، وطالما بقي الغرب وكيان يهود يرون ذلك فإنهم سيحافظون عليها ويدعمونها ولو بالحد الأدنى وبالشكل الذي يمنع سقوطها، ولذلك جاء هذا الطلب من نتنياهو، مثلما جاء من قبله قيام كيان يهود باستثناء ضريبة المحروقات من أموال المقاصة ومن ثم الإفراج عن معظم أموال المقاصة وتسليمها للسلطة. وفي اللحظة التي سيرى فيها الغرب وكيان يهود أن تلك الأداة لم تعد تلزم وأنها نفذت ما عليها وأن خدماتها قد استنفذت فإنهم حينئذ سيلقونها على قارعة الطريق غير مأسوف عليها.

إنّ مما أبتلي به أهل فلسطين هو كيان يهود الغاصب والغرب الحامي له وأدواتهم وعلى رأسها السلطة الفلسطينية والأنظمة العميلة الحاكمة في بلاد المسلمين، ولا خلاص لأهل فلسطين وللأرض المباركة من هذه المصائب إلا بتحرك واع للأمة الإسلامية يتجاوز الحكام العملاء ويسقطهم ويستبدل بهم حاكما مخلصا يحكم بالإسلام ويحرك الجيوش لتحرير فلسطين وإنقاذ أهلها مما هم فيه.

8-11-2019