تعليق صحفي

الاحتجاجات في إيران،،، حقائق وقناعات

  أكد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي اليوم أنه تم "دحر العدو" بعد أيام من اندلاع مظاهرات تخللتها أعمال عنف، على خلفية قرار الحكومة زيادة أسعار الوقود. يتزامن ذلك مع إعلان منظمة العفو الدولية أن تقارير تلقتها تفيد بمقتل نحو 106 متظاهرين في 21 مدينة إيرانية منذ بدء الاحتجاجات الجمعة الماضية.وقالت المنظمة إن التقارير "تكشف نمطا مروعا من أعمال القتل غير المشروعة بأيدي قوات الأمن الإيرانية التي استخدمت القوة المفرطة والمميتة لسحق احتجاجات سلمية إلى حد بعيد".

إنّ الاحتجاجات في إيران اثبتت حقيقة أنّ مصاب الأمة واحد أينما كانوا، وأنّ أس الداء والبلاء في بلاد المسلمين هم الحكام المجرمون الذين يسومون الناس سوء العذاب ويستبعدون الخلق من أجل مصالحهم ومصالح أسيادهم في الغرب، كما أثبتت الاحتجاجات أن المسلمين في أيران كما باقي المسلمين في العالم أحياء وليسوا أمواتا، وهم مقهورون لا مستسلمون ولا موالون للحكام العملاء كما يروق لدعاة الفتنة توصيفهم.

فعلى الرغم من كل جهود بث بذور الفرقة والطائفية بين المسلمين، ومحاولة فرض تقسيم السنة والشيعة تحقيقا لمصالح الغرب في تفريق المسلمين وصناعة أعداء افتراضيين، إلا أنّ أحداث الاحتجاجات والثورات التي تجوب العالم الإسلامي لم تفرق بين سني وشيعي ولا بين إيراني وسعودي، ولا بين عراقي سني أو شيعي أو لبناني سني أو شيعي، فكل المسلمين باتوا على قناعة تامة بأن الحكام أعداؤهم وأن مصابنا بسببهم، وأصبحت وجهة المسلمين واحدة وهي الخلاص من الحكام واستبدادهم وإجرامهم، وأثبت بذلك المسلمون للحكام وللغرب من خلفهم بأنهم أمة واحدة من دون الناس إذا ما دبت الحياة في أحد أطرافها انتقلت انتقالا طبيعيا إلى باقي الأنحاء.

كما رسخت احتجاجات إيران حقيقة أنّ حكام المسلمين على نهج واحد، وهو عداوة المسلمين والشعوب وقهرهم، لا فرق بين حاسر الرأس منهم وبين مرتدي العمامة، أو من جاء تحت شعار الثورة أم على دبابة أمريكية، فكلهم مجرمون لا يرقبون في المسلمين إلاً ولا ذمة، وجلّ همهم هو الحفاظ على عروشهم وكراسيهم.

ولكن بفضل الله قد دب الوعي في أطراف الأمة وما هي إلا قليل حتى يأذن الله بفرج من عنده فتستعيد الأمة سلطانها المغصوب وتنصب عليها خليفة يتقي الله فيها ويرعاها ويسهر على خدمتها، وما ذلك على الله بعزيز.

(وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيبًا)

20/11/2019