تعليق صحفي

فلسطين ونصارى الشرق هم ضحايا الدول الاستعمارية، ومنها روسيا الإجرامية!

أكد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، "عزمه على زيارة كيان يهود مطلع العام المقبل، لإحياء ذكرى المحرقة التي تعرض لها اليهود في الحقبة النازية."

وفي سياق آخر، أكد بوتين عزمه على مواصلة "حماية المسيحيين في الشرق الأوسط، بالتعاون مع الكنيسة الأرثوذكسية الروسية والكنائس المحلية".

لا ندري كيف يريد بوتين حماية نصارى فلسطين وهم من شُردوا من ديارهم كعامة أهل فلسطين بسبب سياسات أصدقائه اليهود الدموية؟!

وهل يمتلك بوتين الشجاعة الكافية ليطلعنا عمن قام بذبح وتهجير الملايين من أهل العراق بمن فيهم النصارى؟!

لا يخفى على المتتبع لشؤون المنطقة أن القتل والتهجير لم يحل بالمنطقة بهذه الصورة الفظيعة إلا في ظل السياسة الاستعمارية للدول الكبرى ومنها سياسة روسيا التي تتطلع للعب دور في المنطقة -مهما كان شكليا- على حساب دماء الناس ومعاناتهم.

كما أن خبث دعوة بوتين تظهر بجلاء في تصويره اليهود كأنهم ضحايا! رغم أنهم لم يتوقفوا عن ارتكاب المجازر الفظيعة منذ أن وطأت أقدامهم أرض المنطقة!

كما نغتنم هذه الفرصة بتوجيه سؤال لأبناء جلدتنا ممن يعولون على مناصرة روسيا المزعومة لقضية فلسطين، لماذا لا تطالبون بوتين بالعمل على إعادة اليهود الى ألمانيا لتكفر عن ذنوبها تجاههم فيكفوا بذلك شرورهم عن الأرض المباركة؟!

ثم أليست الكنيسة الأرثوذكسية الروسية قد تآمرت مرارا مع هذا الكيان الغاصب عبر تسريبها لأملاكها في فلسطين لصالح هذا الكيان مقابل حفنة من المال أو البرتقال؟!

بل إنّ ما يُسمى بحق الوصاية والحماية لنصارى الشرق ليست سوى مجرد ذريعة للتدخل في المنطقة، وهذه الذريعة  قد منحت الروس من قبل الفرصة لاستنزاف الدولة العثمانية والتدخل في شؤونها، بل وقضم أجزاء واسعة من أراضيها، بذريعة حماية النصارى!

إن الأمن والأمان لن يحل بالمنطقة إلا إذا كُفت أيدي الدول الاستعمارية وقاعدتهم المتقدمة "كيان يهود" الذين يعبثون بالمنطقة وينهبون خيراتها، وأقيمت الدولة الإسلامية التي ترعى  شؤون جميع رعاياها بالحق بعيدا عن النزعة العرقية أو الدينية، وتاريخنا المشرق مليئة صفحاته بنماذج العدل والإنصاف.

2019/11/21