تعليق صحفي

الاحتلال يتمادى في غطرسته بحق الأقصى والإبراهيمي وهو مطمئن إلى ردة فعل الحكام والسلطة

   قالت وزارة الأوقاف في تقريرها الشهري عن شهر كانون الأول الماضي من العام 2019 أن الاحتلال دنس المسجد الأقصى أكثر من 23 مرة، ومارس سياسة الابعاد والاعتقال بحق المصلين والمرابطين، ومنع رفع الأذان في المسجد الإبراهيمي 49 وقتاً، إضافة إلى جملة من الانتهاكات بحقه.

يهود يواصلون غطرستهم على المسجد الأقصى والمسجد الابراهيمي وهم مطمئنون إلى ردة فعل الحكام المجرمين وعلى رأسهم حكام الأردن الذين يتشبثون بلقب الوصاية على المقدسات دون أن يقدموا شيئا لنصرتها، فبعد أن أيقن حكام يهود بأنّ حكام العرب والمسلمين لن يحركوا جيوشا أو يفعلوا شيئا يمس مصالح يهود أو يزعجهم، فتراهم لا يتوانون عن المزيد من الغطرسة والتدنيس وكلهم ثقة بأن العواقب لن تكون وخيمة عليهم. فالسلطة غارقة في التنسيق والتفريط حتى أذنيها وهي تتلهى أو تسعى لخداع الناس بسعيها خلف سراب المؤسسات الدولية والهيئات الأممية، والنظام الأردني يواصل تشبثه بلقب الوصاية مع استمراره في خذلان الأقصى وفلسطين، والنظام السعودي ينازع الأردني الوصاية في الوقت الذي يهرول فيه للتطبيع مع كيان يهود، وحكام المغرب يترأسون لجنة القدس وهم من أكبر المطبعين والمتخاذلين، وليس بقية الحكام بأحسن حالا من هؤلاء.

وهكذا كل من يدعي من الحكام صلة بالقدس والأقصى نراه في مقدمة المتآمرين والمتخاذلين، وهذا يدركه قادة يهود جيدا، وإذا ما أضفنا إلى هؤلاء الحكام أردوغان صاحب الشعارات الرنانة والفارغة وحكام إيران وبقية حكام المسلمين، نرى كيف أنّ مصابنا في فلسطين هو بسبب الحكام وخذلانهم وتأمرهم.

إنّ مسيرة التدنيس والانتهاكات لن يوقفها انبطاح السلطة وسعيها نحو السلام المزعوم ولا تحركات الحكام المسمومة ولجانهم العبثية، ولن ينفع القدس وفلسطين خطابات وشعارات أردوغان وقادة إيران، بل ما تحتاجه فلسطين هو جيوش تتحرك لتحريرها وتطهيرها من دنس يهود، وبغير ذلك ستبقى فلسطين تئن من الاحتلال وتبقى القدس تُدنس وتُنتهك حرماتها.

5/1/2020