تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية تستقبل المجرمين وتحتفي بالمستعمرين!

من المقرر أن تستضيف السلطة في مدينة رام الله، العاصمة السياسية المؤقتة للسلطة الفلسطينية، الرئيسين الروسي والفرنسي، وولي العهد البريطاني الأمير تشارلز، كل على حدة بعد أيام، لبحث آخر مستجدات القضية الفلسطينية، في ظل تنكر "إسرائيل" لاتفاقيات السلام، ومضيها في خطط الاستيطان الكبيرة، التي تدمر أي فرصة للفلسطينيين لإقامة دولة كاملة السيادة. وكان عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أحمد مجدلاني، قد قال إن فلسطين ستشهد عدة زيارات دولية، وإن أبرزها ستكون لبوتين وماكرون. وأكد أن هذه الزيارات فرصة لاطلاع دول العالم على التطورات الجارية، ومن أجل دعم الموقف الفلسطيني في إجراء الانتخابات أمام ما تقوم به "إسرائيل" من عرقلة للعملية الديمقراطية الفلسطينية.

من الواضح أنّ السلطة ما زالت تواصل تعزيز انفصالها عن الأمة وأهل فلسطين وانضمامها إلى زمرة الحكام المجرمين، وهي بكل صلف ووقاحة تدوس على مشاعر الأمة وأهل فلسطين وتنثر الملح على جراح الأمة وآهاتها لتزيدها غصة وألما!

فقد حرص قادة السلطة وفي أكثر من مقام على تأكيد عدم مناصرتهم للشعوب المسلمة وللمستضعفين في العالم الإسلامي، في الشام ومصر وتونس ولبنان والعراق واليمن وبورما وتركستان الشرقية وباقي بلاد المسلمين، وكل ذلك تحت ذريعة عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول، بينما سارعوا للتعبير عن حزنهم أو غضبهم أو تضامنهم مع كل الحكام المجرمين في حوادث تعرضوا لها في البلاد الإسلامية وغير البلاد الإسلامية، بل ووصل الحال بإرسال الوفود المتضامنة والمعزية والمؤازرة في مواقف عدة، دون أن يستدعوا حينها مصطلح عدم التدخل الشؤون الداخلية، فهم عندما يكون الأمر يستدعي مؤازرة للشعوب المسلمة هم محجمون غائبون لا دخل لهم، أما عندما يستدعي منهم الموقف مؤازرة الحكام والمجرمين فهم في أول الصفوف ومقدمة الحضور!!

فقبل أيام سارعت السلطة بكل وقاحة مثلا إلى التعزية بوفاة قابوس رغم أنه رائد المطبعين وإمام المرحبين بقادة يهود ومسئوليهم، واليوم ها هي ترحب بالمجرم السفاح بوتين الذي تنهمر من يديه وأيادي جنود بلاده دماء المسلمين في الشام ومن قبلهم في الشيشان وأفغانستان وحديثا في ليبيا، ورغم أن بلاده فيما كان يسمى بالاتحاد السوفياتي كانت من أوائل المعترفين بكيان يهود، وما زالوا لغاية الآن يؤكدون على حرصهم على مصالح وأمن يهود مرارا وتكرارا، ومع ذلك تستقبله السلطة بكل وقاحة وصلف، غير آبهة بجرائمه الوحشية الحالية في الشام وليبيا ولا بمواقفه المؤازرة والداعمة لكيان يهود. وتحتفي كذلك السلطة بزيارة القادة الفرنسين والانجليز رغم أدوارهم التي لا تقل إجراما عن الروس، بل وتسبقهم في الاستعمار والإجرام بحق الأمة وأهل فلسطين، فأية وقاحة وانفصام لدى قادة السلطة إذ يدعون مقاومة الاحتلال في حين يحتفون بالمستعمرين وأعوان الاحتلال؟!

إنّ السلطة باستقبالها المجرمين واحتفائها بالمستعمرين ليس فقط لا تمثل أهل فلسطين، بل هي تستعديهم وتتأمر على قضية فلسطين، وتؤكد على أنها ليست منا ولا نحن منها، وآن الأوان لأهل فلسطين أن يلفظوها لفظ الشاة الجرباء.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}.

19/1/2020