تعليق صحفي

أمريكا والغرب يستثمرون في استعمار الشعوب واستعبادها! والرعاية الصحية غير مجدية ماليا للمستعمرين!!

سجلت الولايات المتحدة وفاة 865 شخصا جراء إصابتهم بفيروس كورونا خلال الساعات 24 الأخيرة، في أعلى حصيلة يومية تسجل في هذا البلد، بحسب ما أعلنت جامعة جونز هوبكنز مساء الثلاثاء. وقال حاكم ولاية كونيتيكت إن المخزون الاستراتيجي الوطني الأمريكي من الإمدادات الطبية "خاوٍ الآن". (فرانس24)

كشف جائحة كورونا عن حجم الكارثة الإنسانية التي جلبتها الرأسمالية على البشرية من خلال سلوك الدول الرأسمالية الاستعمارية الوحشي على مدى عقود من إهمال رعاية البشر، والتركيز في إنفاق الأموال والثروات على استعمار الشعوب من خلال الحملات العسكرية الكبيرة والإنفاق على المشاريع الاقتصادية والثقافية التي تسهم في استعباد الشعوب لرفد مصانعهم بالثروات والمواد الخام.

جاءت جائحة كورونا على عجل لتكشف عن عمق الاستهتار بحياة البشر، وعدم الاستعداد لرعايتهم الصحية، وعدم وجود الرعاية الحقيقية على قائمة أولويات الساسة في الغرب المستعمر، وتجسد ذلك الاستهتار وتلك النزعة المادية الاستعمارية في خواء المخزون الاستراتيجي الوطني الأمريكي من الإمدادات الطبية وسط عاصفة كورونا، وعدم كفاية أجهزة التنفس والأسرّة اللازمة لعلاج المرضى في المستشفيات في أمريكا وأوروبا ونفاد الكمامات الواقية والمواد اللازمة للتعقيم.

إن هذه الحالة المزرية للنظام الصحي في الدول الغربية دليل على التوجهات المادية البحتة والاستعمارية البغيضة لتلك النظم التي أنفقت الملايين على حروبها، فكان تحريك البارجات الحربية وآلاف الجنود وإطلاق الصواريخ عالية التكلفة في أول أولوياتها. بينما كانت الرعاية الصحية ودعم النظام الصحي محل نقاش سياسي وتجاذب انتخابي دائم؛ ذلك لأن النظام الصحي لا يدرّ دخلا على الأنظمة الغربية الاستعمارية التي تستحوذ عليها العقلية المادية التي لا تقيم وزنا إلا للنفط والثروات، ولا ترى قيمة لحياة البشر ومعاناتهم الصحية والروحية والمعنوية والاقتصادية.

إن استثمار الغرب في الحروب والحملات العسكرية للسيطرة على النفط وغيره من ثروات الشعوب المقهورة تحت نير الاستعمار جعل من الغرب وحكوماته وحشاً رأسماليا لا يرى في الرعاية الصحية وصون حياة البشر وضمان حياة كريمة لهم استثمارا ماديا مجديا.

فاستثمار أمريكا والغرب كان دوما في الاستعمار بأشكاله العسكرية والثقافية من خلال البرامج والاتفاقيات والمناهج التي تفرضها على الشعوب المقهورة بالتعاون مع عملائها من الحكام في بلاد المسلمين وغيرها من البلاد لضمان سيطرتهم من خلال تفكيك المجتمعات وإضعاف مناعتها الثقافية ليسهل استعبادها واستعمار البلاد ونهب الثروات. فاتفاقية سيداو وتغيير المناهج واتفاقيات حقوق الطفل والمرأة ونشر الديمقراطية والعلمانية كدين جديد جاء في ذلك الإطار التنفيذي لخطة المستعمرين للسيطرة على الشعوب وسلبهم سلاحهم الثقافي الذي يحصنهم أمام استعبادهم ونهب ثرواتهم.

إن محاولات أمريكا والغرب المستعمر للتعاطي السريع مع جائحة كورونا وإنفاق الأموال العاجل في محاولة لستر تقصيرها في رعاية شعوبها وفي تحمل مسؤوليتها العالمية عن انتشار الوباء، إن كل تلك المحاولات لن تغطي عورات النظام الرأسمالي الجشع ولن تخفي توجهاته الاستعمارية المتوحشة المادية البحتة المتأصلة في جوهر النظام الرأسمالي الذي تدين به أمريكا والغرب، فكل تلك المحاولات والإجراءات تأتي طارئة ومصطنعة؛ فهي ليست من صميم النظام الرأسمالي الخبيث، فرعاية البشر والعمل على ضمان عيشهم حياة كريمة لائقة ليس من أولويات النظام الرأسمالي الذي لا يرى في رعاية البشر وصون حياتهم أي استثمار مادي مجدٍ أو مردود مادي يستحق الاستثمار الحقيقي فيه، فالحروب والقصف والتدمير ونشر العلمانية واستعباد الشعوب يبقى عند أمركا والغرب هو الاستثمار الحقيقي والمجدي الذي ستستمر فيه أمريكا والغرب المجرم إلى أن تضع لهم الأمة الإسلامية حدا بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.

إن الأمة الإسلامية ذات الرسالة العالمية العادلة المنبثقة من العقيدة الإسلامية التي جاء بها الوحي من رب العالمين هي الأمة الوحيدة التي تملك نظام رعاية إنسانياً ينظر للإنسان على أنه إنسان ويقدم الحلول الرعوية للبشر من باب المسؤولية عن البشرية، فالنظام الرعوي في الإسلام يرفع من القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية ويحافظ على حياة البشر ويرعى مصالحهم رعاية تمكنهم من العيش الكريم، ضمن نظام حكم الخلافة التي تقدم الرعاية لكل رعاياها بغض النظر عن دينهم أو أعراقهم أو ألوانهم، فرعاية الإنسان تقع في جوهر العمل السياسي لدولة الخلافة وتوجهاتها السياسية، فهي ليست دولة جباية ضرائبية وليست دولة استعمارية، بل هي دولة رعاية لرعاياها وللبشرية ودولة ذات رسالة رحمة للعالمين بنشرها للإسلام الذي يُخرج البشرية من ظلمات الرأسمالية إلى نور الإسلام وعدله.

آن للأمة الإسلامية أن تفعّل نظام حكمها العادل، نظام الخلافة على منهاج النبوة لتعيد للأرض نور الإسلام وعدل التشريعات الإسلامية التي تضمن الرعاية الحقيقية للمسلمين وللبشرية جمعاء، آن لأهل القوة وضباط الجيوش وقادتها أن ينقضّوا على عملاء الغرب الذي تسلطوا على رقاب الأمة فيقتلعوهم من فورهم ويقيموا الخلافة الراشدة على منهاج النبوة فقد طال انتظارها وآن أوانها.