تعليق صحفي

الأمة الإسلامية تعيش في بلاد تطفو على آبار النفط وأطفالها جوعى يبحثون في مكبات النفايات!!

يشق جامعو القمامة في البصرة جنوبي العراق طريقهم إلى مكب النفايات الرئيسي في المدينة، متحدين إجراءات العزل العام الهادفة لمنع تفشي فيروس كورونا المستجد، ويأتي جامعو القمامة والنفايات إلى المكب في مجموعات وكثير منهم أطفال، ولا يضعون سوى قطعة قماش على وجوههم للحماية من الأبخرة السامة، ويبحثون عن عبوات البلاستيك والقصدير والمعدن والزجاج، فهم يبحثون عن أي شيء يمكنهم إعادة بيعه. وتعيش نحو 500 أسرة على جمع نفايات في البصرة الغنية بالنفط، ويتحصل جامعو النفايات على ما بين ثمانية إلى 15 دولارا في اليوم.

بلد مثل العراق فيه من الموارد الطبيعية وعلى رأسها النفط ما يكفي لإغناء كل أهل العراق وزيادة، ومع ذلك هذا المشهد هو من قلب البصرة في العراق التيتصدر أكثر من 3.5 ملايين برميل يوميا معظمها من حقول البصرة، فأي إجرام هذا الذي ارتكبه الحكام الأقنان؟!

لقد جعل الحكام موارد بلاد المسلمين ومنها النفط في العراق والخليج وإيران وشمال أفريقيا وباقي بلاد المسلمين، جعلوها نهبا للغرب ولثلة الحكام القائمين على السلطة، ولذلك نرى كم أنّ الحكام أقنان للغرب ومتشبثون بالحكم حتى أخر رمق، حتى لو فقدوا كل مظاهر العزة أو الكرامة أو السيادة، فالمهم عندهم أن يبقوا في كراسيهم ليبقوا على ثروات الأمة متنعمين ومبددين، على حساب المسلمين وباقي أهالي البلاد.

رحم الله الفاروق عمر وباقي سلفنا الصالح من الحكام الذين ما كانوا يشبعون قبل أن يشبع الناس، وكانوا يقطعون عن أفواههم ليطعموا أبناء المسلمين، فما أحوجنا إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة خلافة راشدة على منهاج النبوة تعيد الأمر إلى ما كان أوله من الصلاح والخير.

ففقر الأمة وأبنائها ليس بسبب فقر البلاد أو كورونا، بل بسبب الحكام المجرمين الذين يسيرون على نفس النهج الآثم في كل بلاد المسلمين، وما من سبيل إلى نصرة الأمة واطعام ابنائها واستعادة كرامتها إلا بإقامة الخلافة.

14/5/2020