تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية تدافع عن فلسطين وأهلها بالاجتماعات والشعارات وإرسال التحيات!!

  حذر رئيس وزراء السلطة محمد اشتية، من "صيف ساخن" قد تواجهه القضية الفلسطينية في ضوء ما تعتزم الحكومة (الإسرائيلية) الجديدة برئاسة بنيامين نتنياهو وبيني غانتس تنفيذه من خطط وإجراءات لضم الأغوار والبحر الميت والمستوطنات، وقال رئيس الوزراء في مستهل الجلسة الأسبوعية للمجلس التي عقدت في رام الله صباح الاثنين: "إن القيادة ستعقد اجتماعا لها يوم الثلاثاء للقرار حول مواجهة تلك الخطة وتداعياتها المرتقبة". ووجه مجلس الوزراء التحية لأهالي بلدة يعبد التي تعرض سكانها لعمليات تنكيل بالاعتداء على المواطنين وممارسة التخريب في بيوتهم وإخضاع عدد من الأطفال والنساء والشيوخ لتحقيق قاس قبل اعتقالهم، وطالب المجلس منظمات حقوق الإنسان الدولية للتدخل للإفراج عن المعتقلين وإدانة الممارسات (الإسرائيلية) القمعية تجاه أهالي البلدة. (سما الإخبارية).

قادة السلطة يتعاملون مع قضية فلسطين ومصالح الناس كأنهم في مسلسل كرتون للأطفال، الغاية منه تمضية الوقت وتعبئة الفراغ وإلهاء المتابعين، وخارج المسلسل بالطبع لا يكون هناك شيء ولا أثر، بل سرعان ما يدرك المشاهد أنّ ما كان يشاهده ما هو إلا أحلام وأوهام.

فالسلطة تستخدم مصطلحات أكبر منها ومن حجمها وقادتها يعرفون ذلك، بل ويدركون أنهم ما هم إلا بهلوانات من حيث القرار والسلطان، وأدوات لتنفيذ المؤامرات من حيث الأدوار والمهام.

فقادة السلطة يتهددون كيان يهود بحرب دبلوماسية وصراع سياسي عنيف! يتمثل في اللجوء إلى مؤسسات المجتمع الدولي المجرمة التي زرعت كيان يهود في فلسطين وثبتت أركانه، وربما يصل الأمر إلى رسائل غضب وشجب واستنكار ولجان تقييم ومتابعة وتوثيق... أما على الصعيد العملي فالاتفاقيات الخيانية والتنسيق الأمني والخدمات الكبيرة التي تقدمها السلطة لكيان يهود ستبقى قائمة ومقدسة لديها.

والحقيقة أنّ السلطة تدرك تمام الإدراك أنها ما وجدت إلا من أجل التفريط بفلسطين وحمل أهلها والمسلمين عامة على القبول بالتفريط والخيانة تدريجيا مع الإبقاء على شرعية الاحتلال والمحافظة عليه، وهي تدرك أن بقاءها مرهون بتقديم الخدمات لكيان يهود وعلى رأسها خدمة التطبيع والتنسيق الأمني.

أما فيما يتعلق بمصالح أهل فلسطين وحاجاتهم فهي آخر ما تفكر فيه السلطة، فالسلطة الفلسطينية مثلا استنفرت أجهزتها الأمنية وما زالت من أجل إغلاق المساجد ومنع المسلمين من أداء صلوات الجمع والجماعة والعيد، ومن أجل اعتقال المخلصين من حملة الدعوة ممن يتصدون لمنكراتها وجرائمها سياسيا، أما عندما يتعلق الأمر بحماية أهل فلسطين من المستوطنين أو جنود الاحتلال فلا حس ولا خبر ولا وجود لها ولأجهزتها الأمنية، فبلدة يعبد في جنين عاث فيها الاحتلال وعلى مدار أيام فسادا بالاعتقال والضرب والاقتحام والإغلاق والتنكيل، فما كان من السلطة سوى التحية التي أرسلها مجلس الوزراء عبر الأثير، ومن قبل زارها محافظ جنين ليوصل أيضا تحيات رئيس السلطة لأهلها.

فعندما يتعلق الأمر بمصالح الناس وحل قضية فلسطين يكون تصرف السلطة تصرف أطفال في مسلسل كرتون، أما عندما يتعلق الأمر بحفظ كيان يهود ومحاربة الإسلام يرى الناس الأجهزة الأمنية المدججة بالأسلحة والهراوات والسيارات العسكرية. فسلطة هذا حالها أتكون لنا أم علينا أيها الناس؟!.

20/5/2020م