تعليق صحفي

باكورة خيانة حكام الإمارات العلنية رحلة تطبيعية يفاخر بها أعداء الأمة

حطت عصر الاثنين في مطار أبو ظبي أول طائرة "إسرائيلية" في أول رحلة علنية بين الطرفين، تحمل على متنها شخصيات ومسؤولين "إسرائيليين" وأميركيين، وعبرت فوق الأجواء السعودية بإذن من سلطات المملكة. وانطلقت الطائرة في وقت سابق من مطار بن غوريون بالقرب من تل أبيب وعلى متنها وفد "إسرائيلي" أميركي يترأسه كوشنر، وذلك بعد نحو 3 أسابيع من الإعلان عن اتفاق لتطبيع العلاقات بين "إسرائيل" والإمارات. وبحسب مواقع تحديد مسارات الطائرات، عبرت الطائرة أجواء السعودية التي تقول إنها ترفض تطبيع العلاقات مع "إسرائيل" قبل التوصل إلى سلام مع الفلسطينيين. من جانبه قال رئيس وزراء يهود نتنياهو: "هذا يوم تاريخي حقا عملت من أجله سنوات كثيرة من منطلق إيماني بأن السلام مقابل السلام سيؤدي إلى تحول كبير.. وهو أن العرب بإمكانهم أن يتقبلوا إسرائيل كحقيقة قائمة وكشريكة كبيرة أيضا".

منذ أن نادى الحكام بمبادرة السلام وقبلوا بالقرارات الدولية ذات العلاقة وهم مصممون على الخيانة والتفريط، ولكن لأنهم ليس أصحاب قرار، بل أتباع أقنان للغرب، فهم يتحولون من مشروع تصفوي إلى آخر بناء على قرارات أسيادهم في واشنطن ولندن، ولكن التحول يحتاج إلى وقت وإلى صيغة إخراج أمام الشعوب، ومن أجل ذلك تطفو بعض العنتريات الفارغة والممانعات الكاذبة أحيانا، أما الحقيقة فكل الحكام قد حسموا أمرهم منذ توليهم العروش على أنهم مع أعداء الأمة وخدم لمشاريع المستعمرين. وهم في التفريط والتنازل سواسية، إذ لا فرق بين من يحمي كيان يهود ويقر بشرعيته ولكنه يريد شيئا من الامتيازات السخيفة قبيل الإعلان الختامي للتفريط، وبين من يطبع مع الاحتلال ويقر بشرعيته ولا ينتظر الامتيازات. فكلهم متفقون على بيع فلسطين والتفريط بها في النهاية لصالح كيان يهود المجرم، وما الخلاف الشكلي بينهم إلا في مسألة التوقيت وترتيبات الإخراج.

فخاب وخسر كل من سار في ركاب الحكام ومسيرة الخيانة والتفريط، ولن يجنوا من ذلك إلا خزي الدنيا وعذاب الآخرة، (يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً)، أما فلسطين فهي على موعد قريب إن شاء الله مع جيوش الأمة التي ستحررها وتخلع كيان يهود من جذوره.

31/8/2020