تعليق صحفي

لم تعد مشكلة السلطة الخائنة مع البحرين حول تطبيعها المشين، بل حول منتجات المستوطنات!!

حذرت وزارة الاقتصاد الفلسطينية، من إقدام أو محاولة أي جهة محلية أو دولية على التعامل مع سلع ومنتجات وخدمات المستوطنات "الإسرائيلية". وقد جاء هذا التحذير بعد أن تناقلت وسائل إخبارية أن البحرين لن تضع علامات تمييز على منتجات المستوطنات.

هذا وقد نفى وزير الخارجية البحريني في وقت لاحق التصريحات التي نسبت لوزير التجارة والاقتصاد البحريني حول عدم تمييز بلاده بين منتجات المستوطنات غير الشرعية وبين منتجات "دولة إسرائيل".

 بعد مضي أسابيع قلائل على خطوة البحرين التطبيعية مع كيان يهود، والتي سبق للسلطة أن وصفتها بالخيانية، لم يتبق لدى السلطة الذليلة أية مآخذ على هذه الخيانة، سوى الاعتراض على سماح البحرين باستقبال منتجات المستوطنات!! أما باقي علاقاتها الأمنية والتجارية والسياحية مع كيان يهود الغاصب فلا بأس بها ولا يشوبها أي غبار من وجهة نظر السلطة!!

إن تراجع السلطة بسرعة البرق عن انتقاد خطوة البحرين الإجرامية التطبيعية يثبت أن معارضتها وجعجعتها بادئ الأمر لم تكن جدية ولم تكن سوى مناورة تضليلية لامتصاص غضب الرأي العام الناقم على التطبيع والمطبعين.

لا يوجد أي تفسير لمنطق السلطة القادر على التفريق بين ما هو من منتجات المستوطنات وبين ما هو من منتجات المدن والبلدات المحتلة منذ عام 48،  إلا في قاموسها الانهزامي الخياني، كما أن منطقها المتناقض المعوج  يفوق الوصف، فهي في الوقت الذي تزعم فيه أنها مع مقاطعة منتجات "المستوطنات الإسرائيلية" تعمل عينا ساهرة على حماية أمنها!. تماما مثل منطق وزير خارجية البحرين المخزي الذي لم يعد يرى في كيان يهود مشكلة وانبرى لنفي عدم التمييز فقط!!

إن السلطة المنبطحة أمام أمريكا ويهود تحاول الظهور بمظهر البطولة بمثل هذه المسرحية الممجوجة، ويبدو أن خيانتها المتكررة تمنعها من إدراك أن البطولة الحقيقية التي تفضي لتحرير كل شبر في فلسطين لا تكون إلا باستنصار الأمة وجيوشها وبالعمل الدؤوب على اجتثاث قواعد كيان يهود من الوجود وإعادة فلسطين إلى جسم الأمة الإسلامية.

5/12/2020