تعليق صحفي

الالتزامات التي تعهدت بها المنظمة والفصائل كأساس للانتخابات خيانة وتفريط وبيع لقضية فلسطين!

وجهت السلطة الفلسطينية أول خطاب سياسي للإدارة الأمريكية الجديدة تحدد فيه الاتفاقات الأساسية التي توصلت إليها الفصائل الفلسطينية بما في ذلك حماس.وأرسلت الرسالة من قبل الوزير حسين الشيخ إلى مسؤول ملف فلسطين/"إسرائيل"في الخارجية الأمريكية هادي عمرو حول الانتخابات والالتزامات التي نصت عليها التعديلات في القانون الأساسي، وجاء في الوثيقة التي نشرتها وكالة أمد الالتزامات الأخيرة من قبل جميع الفصائل السياسية (بما في ذلك حماس) فيما يتعلق بالانتخابات،الالتزام بمعايير القانون الدولي والالتزام بدولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية،والالتزام بمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها المظلة السياسية والممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني،والالتزام بمبدأ التداول السلمي للسلطة من خلال الانتخابات والالتزام بالمقاومة الشعبية (السلمية).

وأنه بناء على تلك الالتزامات أصدر رئيس السلطة محمود عباس المرسومين الرئاسيين التاليين الملزمين لأي فصيل أو شخص مرشح للانتخاب، وهما مرسوم انتخاب المجلس التشريعي الفلسطيني والرئاسي والمجلس الوطني الفلسطيني الصادر عن الرئيس عباس وينص المرسوم بوضوح على أنه يستند إلى القانون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني،وكذلك قانون الانتخاب المعدل الصادر عن رئيس السلطةعباس،وينص المرسوم بوضوح على أن قانون الانتخاب يستند إلى القانون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

وتضمنت الوثيقة أيضا شرط الانتخاب للترشيح (طلب الترشيح) (مرفق 4): يجب على كل شخص ينضم إلى الانتخابات أن يوقع على طلب ويقبل قانوناً أساسياَ قانوناَ للانتخابات وتعديلاته التي تُقر وتقبل القانون الأساسي لمنظمة التحرير الفلسطينية وأن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني.

 ما أوردته الوثيقة يظهر بوضوح مدى خيانة منظمة التحرير وإصرارها على التنازل عن معظم فلسطين باسم أهل فلسطين وبادعاء أنها الممثل الشرعي والوحيد،وأن المنظمة لا تخجل من ذلك بل تعلنه بملء الفيه، وأنها لا تداهن ولا تجامل في خيانتها وأن انتخاباتها قائمة على مشروع الدولتين الذي يعطي معظم فلسطين لكيان يهود،وأنها في وجودها وتفصيلاتها تستند للقانون الدولي الذي وضعه الغرب لتصفية القضية لصالح المغتصبين،وأن أبرز متطلبات المشاركة في هذه الانتخابات هيالإقرار بخيانات المنظمة واعتبارها مَطالب لمن يشارك في الانتخابات والسلطة،واعتبار المنظمة التي ضيعت البلاد والعباد الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني،وأنها سقف لمن يريد دخول بيت السلطة وانتخاباتها شاء من شاء وأبى من أبى!

إن لسان حال السلطة في هذه الوثيقة هوأننا خون مفرطون لا نخاف ولا نخجل لا من الله ولا من رسوله ولا من المؤمنين، وأن من يريد أن يجدف في مستنقعنا عليه الشرب من مائه الملوث،وعليه أن يعلم حقيقة هذا المستنقع قبل الدخول فيه كيلا يبقى له عذر ولا حجة، وأنها تريد الخيانة على علم ومعرفة حتى لا يزايد عليها من يشاركها السلطة سواء في حجم التفريط والخيانة أو قبولها بمشروع الدولتين أو التنسيق الأمني وحماية كيان يهود،بل تريد ما هو أبعد من إقرارها على خيانتها وهو مشاركتها خيانتها واتفاقياتها وتنسيقها الأمني "المقدس"ومحاربة أهل فلسطين.

إن الثمن الذي تطلبه المنظمة والسلطة للمشاركة في انتخاباتها وسلطتها ليثقل في ميزان الخونة والمفرطين، فكيف الحال بميزان الأحرار والشرفاء؟!وكيف الحال وهوثمن للمشاركة في سلطة هزيلة وكراسي معوجة تحت أقدام كيان يهود؟!وكيف الحال والثمن هو التنازل عن ثلثي أرض إسلامية كل شبر فيها مروي بدماء المسلمين وكل تفريط بذرة تراب منها يغضب الله ورسوله والمؤمنين؟!

إن الواجب على أهل فلسطين،بعد هذه المجاهرة بالخيانة والعنجهية في فرضها على أهل فلسطين،أن يفضحوا المنظمة وسلطتها وانتخاباتها القائمة على التنازل والتفريط، وأن يتعاملوا مع هذه الانتخابات على أنها أداة لتجديد الشرعية للمنظمة لتكمل سيرها الآثم وتفريطها بقضية فلسطين،وأنها سوق سوداء للمنظمة والسلطة ورجالاتها لا حاجة لهم بها ولا حتى الاقتراب منها،وأن يظهروا لأمة الإسلام،صاحبة القضية،أن المنظمة لا تمثل إلا نفسها أو من يدخل تحت غطائها وأنها لا تمثل أهل فلسطين ولا قضية فلسطين بل هي سيف مسلط على رقاب أهل فلسطين و ذيل للاستعمار وأداة لتصفية القضية وفصلها عن عمقها الإسلامي ونحرها من الوريد إلى الوريد.

وعلى الفصائل أن تدرك أن السلطة والمنظمة قد باعت القضية منذ زمن بثمن بخس مقابل سلطة موهومة تحولت إلى جهاز أمني لخدمة كيان يهود، وأن ذلك الثمن هو ثمن باطل وسلطة هزيلة وليست غنيمة يُطمع بها ويتنافس عليها،وعليهم أن يتبرؤوا من المنظمة ومن السلطة ومن انتخاباتهم ومن وثيقتهم وألا يصبحوا جزءاً منها قال تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ).

22-2-2021