تعليق صحفي

 جرائم السلطة تكشف عن عقدة نقص ومحاولة لإثبات ذات معدومة

 

   عائلة نزار بنات تتهم السلطة باغتياله.. واحتجاجات بالضفة على وفاته والحكومة تشكل لجنة تحقيق (الجزيرة)

من المعلوم أن جريمة قتل الناشط السياسي نزار بنات لم تكن هي الأولى ولن تكون الأخيرة في مسيرة حياة السلطة الفلسطينية، ولا يتسع المقام للوقوف على تلك الجرائم والحوادث الدامية التي ارتكبتها السلطة بحق أهل فلسطين، ويمكن للقارئ الكريم البحث ليطلع على بعض تلك الممارسات والجرائم، ولكن ما يهمنا في هذه السطور بيان ما وراء تلك الجرائم والأسباب والدوافع، فمنذ إنشاء تلك السلطة بناء على اتفاقيات أوسلو الخيانية مع كيان يهود، والسماح لها بأن تدير بعض المناطق في الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن تشكل تلك المناطق ما يسمى بالدولة الفلسطينية العتيدة، منذ إنشائها أي السلطة وهي تسعى لتحقيق معادلة إثبات الذات، من جهة يحاول القائمون على أمر تلك السلطة إثبات ذاتهم أمام مشغليهم، سواء كيان يهود أو القوى الدولية الراعية لمشروع أوسلو و حل الدولتين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة، لإثبات أنهم جديرون بالثقة، وأهل للوظيفة الموكلة إليهم، والمتمثلة بقمع أهل فلسطين، وتأمين كيان يهود.

ومن جهة أخرى فإن تلك السلطة تشعر في قرارة نفسها بعقدة النقص، فهي تدرك أنها كيان وظيفي، وأداة أمنية بيد كيان يهود، وهي تدرك أن أهل فلسطين يدركون حقيقتها، ودورها في تصفية قضيتهم، بوصفها الوجه الآخر للاحتلال، وإن لبست لباس أهل فلسطين، وتحدثت بلسانهم، وهي من خلال أساليبها القمعية، واستعراضها للقوة على أهل فلسطين، تسعى لإثبات وجودها والتخلص من عقدة النقص لديها، وبأنها قادرة على الحكم وإدارة المناطق التي سمح لها الاحتلال بإدارتها، وقادرة على إخضاع الناس لإرادتها.

لكن الذي ينبغي للجميع أن يعلمه أن ما لم يستطع الاحتلال بجبروته وطغيانه وغطرسته أن يحققه، وينتزعه من أهل الأرض المباركة فلسطين، أهل الرباط والجهاد، لن يستطيع عملاؤه وأدواته الحصول عليه، وما تكرار تلك الجرائم، وحوادث الصدام بين السلطة وأهل فلسطين، وعدم قدرتها على إسكات صوتهم وإخضاعهم لمشاريعها الخيانية لتصفية قضية فلسطين رغم محاولاتها الحثيثة، وما حالة الاشتباك الدائمة بين أهل فلسطين وكيان يهود، واستمرار شعلة الجهاد و المقاومة ضد الاحتلال، إلا أدلة دامغة على فشل السلطة المريع والمدوي ومن ورائها الاحتلال في تحقيق مآربهم.

 

وعلى أهل فلسطين أن يُعلوا صوتهم في وجه هذه السلطة، ورفض كل مساعيها لتصفية القضية، فمن يواجه بطش يهود وآلته العسكرية الضخمة دون أن تكسر له عزيمة أو تلين له قناة، فإن وقوفه في وجه السلطة أهون عليه وأيسر بإذن الله تعالى، واعلموا أيها المرابطون الأحرار أن الأمة ترقبكم وترنو إليكم وإلى صمودكم وثباتكم، فهو الذي يعبد الطريق نحو الأمة وجيوشها للتحرر من حكامها، ويشحذ همتها لتنطلق قريباً بإذن الله لخوض معركة النصر و التحرير الفاصلة ودحر الاحتلال وأدواته كاملاً عن فلسطين.