تعليق صحفي

موقف حزب العمال والحزب الليبرالي لن يغير حقيقة بريطانيا الاستعمارية وإجرامها بحق فلسطين

خلال أسبوع واحد أقر حزب العمال والحزب الليبرالي الديمقراطي اعتماد مواقف اعتبرت مؤيدة للحق "الفلسطيني" وتدين الاحتلال وجرائمه بحق "الفلسطينيين"، ووصفت بالتاريخية وذلك خلال أشغال مؤتمر الحزبين السنوي الذي يعتبر الموعد الأهم لكل حزب في بريطانيا.

حيث أيد البيان الختامي للمؤتمر السنوي لحزب العمال اقتراحات تقدم بها عدد من المندوبين، تدعو إلى دعم فرض عقوبات على "إسرائيل" بسبب "أفعالها غير القانونية"، كما دعت نفس الوثيقة إلى وقف تجارة الأسلحة مع الاحتلال وإنهاء التعامل التجاري مع المستوطنات المقامة بشكل غير قانوني على الأراضي الفلسطينية، ودعم البيان الدعوات المطالبة بالمزيد من الإجراءات الفعالة ضد بناء المستوطنات، والمطالبة بإنهاء احتلال الضفة الغربية والحصار المفروض على قطاع غزة، وحق العودة.

أما الحزب الليبرالي الديمقراطي (الحزب الثالث بالبرلمان البريطاني) فصوت أعضاؤه وبأغلبية ساحقة خلال المؤتمر السنوي للحزب لصالح دعوة الحكومة "حظر تجارة المملكة المتحدة مع المستوطنات غير القانونية والمقامة على الأراضي الفلسطينية"، وأيد المؤتمر اقتراحاً يلزم قيادة الحزب بالاعتراف بحل الدولتين بحدود آمنة والاعتراف بدولة فلسطين على حدود سنة 1967.(الجزيرة نت مع تصرف)

تحاول الأحزاب البريطانية بدهائها وخبثها السياسي الظهور بمظهر المؤيد لقضية فلسطين وأنها تتخذ مواقف جريئة وتاريخية في دعم قضية إنسانية يقاسي أهلها الظلم والاحتلال، وهي ذات الأحزاب والأوساط السياسية التي جاءت امتداداً لمن خطط ونفذ وأشرف على زرع كيان يهود في فلسطين وعمل على تثبيته بتأمين محيطه بأنظمة عميلة تابعة للتاج البريطاني في ذلك الوقت!

إن بريطانيا هي المهندس الحقيقي لنكبات الأمة الإسلامية من هدم لدولتها، دولة الخلافة، إلى تقسيم بلادها بحدود وأعلام ودساتير كفر وشعارات وطنية ضيقة ومن ثم تسليمها لحكام عملاء أذلاء لا يعصون للغرب أمراً، وهي -بريطانيا- من أوجدت كيان يهود وهي كانت وما زالت ألد أعداء الأمة الإسلامية وأخبثهم، وما هذه المسرحيات السياسية إلا محاولة للظهور بمظهر المساند للقضايا المحقة في العالم ومنها قضية فلسطين، وهي في حقيقتها مطالبة بتصفية قضية فلسطين لصالح كيان يهود وفق مشروع الدولتين الذي قبلت به بريطانيا بعد أن فشلت في تنفيذ مشروعها، مشروع الدولة الواحدة.

إن هذه المواقف الخاضعة للحسابات السياسية والحزبية في بريطانيا ليست أكثر من محاولة ضغط لتصفية قضية فلسطين بشكل يحفظ أمن ووجود كيان يهود، وهي عوضاً عن أنها من أحزاب معارضة تتراجع يوماً بعد يوم وتأثيرها محدود في السياسة الخارجية للدولة وهناك من يعارضها من ذات الأحزاب وقياداتها، وأيضاً قدرة كيان يهود على تحيدها والالتفاف عليها بلوبيات الضغط التي يمتلكها، عوضاً عن كل ذلك فإنها لا تعني خيرا لأهل فلسطين، لأن القضية ليست في مقاطعة منتجات، بل هي في وجود كيان يهود، وليست في تسوية حدود بل في تطهير الأرض المباركة من المحتلين.

أما من يصفق ويهلل لهذه الإجراءات فهو إما متبن لمشروع الدولتين الخياني فيرى في هذه الإجراءات أنها تدعم انجازه وأما أنه مهزوم مفلس ينتظر الدعم ممَن احتل بلاده ثم سلمها لكيان يهود.

29-9-2021