تعليق صحفي

دعاة التطبيع سقط متاع لا يمثلون الأمة

 

دعا أكثر من 300 عراقي بمن فيهم شيوخ عشائر مساء الجمعة إلى التطبيع بينا لعراق وكيان يهود، في أول نداء من نوعه أطلق خلال مؤتمر عُقد تحت عنوان "السلام والاسترداد" ونُظم في كردستان المتمتعة بالحكم الذاتي برعاية منظمة أمريكية.

نظم المؤتمر مركز اتصالات السلام ومقره نيويورك وتناول قضية التطبيع بين كيان يهود والدول العربية والتقارب بين المجتمعات المدنية. (القدس العربي، بتصرف)

يحاول كيان يهود عبثاً، ومن ورائه الغرب الكافر، وبمعاونة الأنظمة العميلة في بلاد المسلمين، يحاول أن يُثبت أركانه، ويُرسخ وجوده في المنطقة ككيان طبيعي، فلم تكن مساعي الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جديدة في تطبيع العلاقة مع كيان يهود والأنظمة الحاكمة في بلاد المسلمين، كنوع من أنواع التطوير لعلاقة الحماية والحراسة التي تقوم بها تلك الأنظمة تجاه الكيان المسخ، بل إن محاولات التطبيع قديمة تكاد تستغرق عمر الكيان، في خطوة تهدف لاختراق جدار الأمة الصلب، والتي لم تقبل شعوبها أياً من تلك المحاولات البائسة طوال أكثر من 70 عاماً منذ نشوء الكيان، ورغم توقيع العديد من تلك الأنظمة العميلة اتفاقيات الاستسلام والذل والخيانة، إلا أن الأمة لا زالت تعتبر كيان يهود عدواً مغتصباً للأرض المباركة، ويقع على عاتقها القضاء عليه، وتخليص مسرى رسول الله ﷺ وتحريره وتطهيره من دنسهم.

إن الأمة الإسلامية لم تترك فرصة للتعبير عن رفضها لذلك الكيان، ورفضها لأي شكل من أشكال العلاقة مع يهود باعتبارهم أعداء لا يمكن اللقاء معهم إلا في ساحات القتال، كما أن الأمة لم تغفر، ولم تتسامح مع أي مطبع أفراداً أو أحزاباً أو أنظمة، كان ذلك واضحاً حين رفضت الأمة اتفاقات الخيانة والذل، وفي مقدمتها اتفاقية كامب ديفيد التي وقعها النظام المصري زمن السادات، واتفاقية وادي عربة التي وقعها الأردن مع الكيان، واتفاقية أوسلو المشؤومة في مثل هذه الأيام من عام 1993 التي وقعتها منظمة التحرير، وأُنشئت على إثرها سلطة العار الفلسطينية، كما كان الرفض واضحاً وواسعاً من جماهير الأمة الإسلامية لتوقيع اتفاقيات التطبيع (أبراهام) مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وقد رأينا الرفض للتطبيع مؤخراً في أولمبياد طوكيو بانسحاب العديد من الرياضيين العرب والمسلمين من المنافسة أمام اللاعبين من كيان يهود، ومدى التأييد والتشجيع لتلك الخطوة من أبناء الأمة وجماهيرها العريضة، وفي المقابل رأينا الاستنكار الشديد لخوض إحدى اللاعبات السعوديات المنافسة أمام لاعبة يهودية، وفي رد فعل طبيعي يعبر عن أصالة أبناء الأمة الإسلامية في المغرب فقد وجه الناخبون المغاربة عقوبة قاسية لحزب العدالة والتنمية، تلقى الحزب هزيمة ساحقة فقد فيها جُل مقاعده البرلمانية بسبب تأييده لاتفاق التطبيع مع كيان يهود.

هذه الشواهد وغيرها تؤكد مرة تلو المرة، أنه مهما بذل الغرب الكافر من جهود لتمكين كيان يهود من الأرض المباركة، وتطبيع العلاقة معه فهي جهود عبثية، لن تنفعهم في شيء، ولن تجلب لهم إلا الفشل والحسرة، مهما جمعوا من أبناء المسلمين من يؤيدون تلك المساعي والجهود، فأولئك سقط متاع ولا يمثلون الأمة في شيء، وستبقى تلك الاتفاقيات في نظر الأمة باطلة، ويبقى كيان يهود عدواً يلزم اجتثاثه من الأرض المباركة فلسطين، أما كردستان العراق فهي في نظر الأمة تمثل نموذج البطولة والتحرير، المتمثل في القائد المسلم صلاح الدين الأيوبي، وهي تتطلع إلى أن يخرج من بين أبنائها من الجيوش صلاح الدين من جديد، يُسقط أمراء الطوائف، وحكام العمالة والنذالة والخيانة، ويحرر فلسطين ويطهرها من يهود كما حررت من قبلُ من الصليبيين، وإنه لكائن بإذن الله، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً.