تعليق صحفي

رغم كل الإفساد والتخريب الذي طال المناهج إلا أنّ الممولين (المستعمرين) يطلبون المزيد

   قدم الاتحاد الأوروبي، يوم الثلاثاء، تعديلا يشترط تقديم 23 مليون دولار من التمويل الأوروبي، لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، بتغيير الكتب المدرسية التابعة للسلطة الفلسطينية. وُيلزم التعديل "الأونروا" باستخدام الكتب المدرسية التي "تعزز التعايش والتسامح مع اليهودي الاسرائيلي والأخر، وتعليم السلام مع إسرائيل بما يتماشى مع أهداف حل الدولتين"، وفق الاتحاد الأوروبي.

ومن القضايا التي يشترط البرلمان الأوروبي إزالتها من المناهج الدراسية: خارطة فلسطين التاريخية وكلمات "الاحتلال والمسجد الأقصى والحواجز الأمنية"، وإلغاء تمرين يتعّلق بيوم الأسير وإزالة عبارة "القدس عاصمة فلسطين" وعبارة "جرافات الاحتلال" وإزالة صورة جندي "إسرائيلي" وإزالة صورة لجدار الفصل العنصري.

وهكذا رغم كل ما أفسدته السلطة في مناهج التعليم والدراسة بحيث حولتها إلى مناهج لا تمت بصلة إلى حضارة الأمة وهويتها ولا تعمق انتماء الجيل إلى قضيته وإسلامه وأمته، بل مناهج تزخر بالعلمانية ومخالفة الإسلام والتغريب المقصود للجيل الصاعد وإفساده على الصعيد الأخلاقي والديني، إلا أنّ الممولين المستعمرين لا يريدون البقية الباقية من المسحة الوطنية التي أبقتها السلطة في مناهج التعليم، وتعتبر ذلك تحريضا على العنف والكراهية!!.

وهذا بالطبع يؤكد الحقيقة القرآنية الراسخة في قوله تعالى: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ}، فلن ترضى بلجيكا ولا أمريكا ولا الاتحاد الأوروبي ولا يهود حتى تتبع السلطة ملتهم فلا تبقي من الإسلام وهوية الأمة وحضارتها شيئا.

وهو كذلك يؤكد على الحقيقة التي لطالما حذرنا منها وهي أن أموال الداعمين والمانحين إنما هي أموال سياسية خبيثة، والغرب المستعمر لا ينفق أمواله رحمة بنا أو رأفة بأهل فلسطين، بل ومنذ اليوم الأول لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين والغرب ينفق من أجل كيان يهود، ليخفف عنه العبء ويسهل عليه احتلاله ويمكن له في الأرض المباركة، وهو لم ينفقها يوما بداعي الإنسانية كما يظن بعض البلهاء بل بدوافع الاستعمار والتمكين للاحتلال باحتواء اللاجئين وتسكين عوارض الاحتلال والتخفيف من النقمة عليه عبر الأمة وأهل فلسطين إلى حين أن يستحكم في هذه البلاد فيستغني الاحتلال عن تلك المساعدات، ولذلك تشهد وكالة الأونروا تراجعا حادا في الدعم في السنوات الأخيرة بعد أن باتوا يرون أنّ حاجة الاحتلال لم تعد ملحة لاحتواء اللاجئين، وهذا الخبر يعزز هذه الصورة، فحتى الأموال الفتات المتبقية فهي أيضا من أجل خدمة الاحتلال وتمكينه على المستوى الثقافي والحضاري.

فهي أموال مسمومة خبيثة وأثمان للتنازل والتفريط وتمكين الاحتلال.

17/10/2021