تعليق صحفي

الاستيطان يفضح اللاهثين وراء حل الدولتين ويظهر الحقيقة للعمي عن الحل الشرعي!

غزة- “القدس العربي”:رفضت المؤسسات الرسمية والتنظيمات الفلسطينية، المخططات الاستيطانية الجديدة، التي تشمل بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة، وأكدت قوى المقاومة على ضرورة تصعيد المقاومة بكل أشكالها، للرد على هذه المخططات.

وكانت الرئاسة الفلسطينية أدانت مصادقة سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) على بناء 3144 وحدة استيطانية في الضفة الغربية، وعبرت عن رفضها وشجبها الشديدين لهذه الإجراءات “الأحادية الجانب”، وقالت إن من شأنها “تدمير ما تبقى من حل الدولتين”.

وهذا المشروع الاستيطاني الجديد، هو الأضخم الذي يقر في عهد إدارة الرئيس الأمريكي بايدن، ومن المقرر أن تبنى الكثير من وحداته في مناطق تقع في عمق الضفة الغربية.

لقد تنازلت السلطة الفلسطينية عبر اتفاقية أوسلو عن 78% من أراضي فلسطين وأعطت كيان  يهود الشرعية بذلك على جل الأرض المباركة، وأبقت 22% من الأراضي "متنازعا عليها" والتي يستعر فيها الاستيطان ويكبر يوما بعد يوم منذ تلك الاتفاقية الخيانية المشؤومة، فالأرض المتبقية حسب تلك الخيانة التاريخية والتي من المفترض نظريا حسب مشروع حل الدولتين الخياني لم يتبق منها فعلا شيء لإقامة كانتون وليس دولة هزيلة، وهذا يشهد به الواقع المرير ويصرح به ساسة أمريكا وأوروبا؛فقد "عبرت الولايات المتحدة عن معارضتها الشديدة لخطط (إسرائيل) المضي قدما في بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة، قائلة إن هذه التحركات تتعارض مع جهود خفض التوترات وتضر بآفاق حل الدولتين الذي تدعو إليه واشنطن" ، فوراء أي حل يلهث ويجعجع قادة السلطة والأنظمة العربية عند حديثهم عن الأرض المباركة؟!

إن تشبث السلطة الفلسطينية والأنظمة العميلة للغرب بحل الدولتين الخياني رغم عدم امكانيته على الأرض حسب المعطيات الاستيطانية وتحول الضفة الغربية إلى كنتونات مغلقة ببوابات على أهلها، إن هذا التشبث من السلطة والأنظمة العميلة واللهث وراء سراب دويلة هزيلة تخدم الاحتلال وتحرس حدوده وتنكل بأهل فلسطين وتدفعهم للهجرة، هذا التشبث لا يعني إلا إصرار على تثبيت كيان يهود في بلادنا خدمة لمصالح المستعمرين وخططهم لتشتيت الأمة الإسلامية ووضع قاعدة متقدمة للحرب الصليبية على الأمة الإسلامية.

إن الاستيطان يصفع اللاهثين وراء حل الدولتين على وجوههم، فهو لم يُبق أية مساحة أو بقعة يمكن لعاقل أن يتصورها مكانا لإقامة دولة أو حتى دويلة، فعن أي حل خرافي تتحدث السلطة والأنظمة العربية في ظل عدم وجود بقعة غير مغتصبة؟! ووراء أي سراب يلهث عملاء الاستعمار المنادون بحل الدولتين وقد وطئت أرجلهم أرض السراب فلم يعد يخدع أحدا بل إنهم قد اقتربوا منه وتأكدوا بأمّ أعينهم أنه سراب لا ماء، لكنهم وبكل وقاحة وصلف وانفصال عن الواقع والحقائق يصرون على أنه ماء ويروي عطشهم، فالحل حل الدولتين فقط عندهم ويجب السعي وراءه وأن كان سرابا يقينا!

إن إصرار السلطة الفلسطينية والأنظمة العميلة للغرب على حل الدولتين الخياني بعد كل هذا الاستيطان واستحالته فعليا على الأرض لا يعدو كونه تنفيذا لأوامر المستعمرين الغربيين ومعاندة للحقائق السياسية والوقائع على الأرض ورسم صورة على الماء لا يصدقها أحد سوى من بعقله خلل أورثته إياه العمالة والخسة والأنانية والمناصب والأموال المغمسة بدماء أهل فلسطين، فحتى الأعمى عن الحقائق الشرعية والتاريخية يرى أن الواقع وما كرسه كيان يهود بالاستيطان لم يُبق إلا سجونا مغلقة على أهلها لا مجال فيها لسلطة أو دويلة أو سيادة مزعومة.

إن الحقائق الشرعية والسياسية وثقافة الأمة لا ترى حلا لقضية الأرض المباركة سوى تحريرها من بحرها إلى نهرها واقتلاع كيان يهود منها، وهذا هو الحل الذي جسده البطل صلاح الدين فوحّد الأمة وجيّش جيوشها لمعركة حطين، فالأمة وقواها الحية وجيوشها يجب أن تجسد هذا الحل من جديد بعد أن رأى حتى أعمى البصيرة أنه لا حل إلا ذلك الحل وأن كل الحلول أوهام لا واقع لها ولا يتشبث بها إلا عميل اختل عقله لا يرى إلا ما يريه أعداء الأمة من حلول وهمية تشرعن كيان يهود وتثبت أركانه عبر حل الدولتين الذي لا وجود له إلا في عقول المختلين بأوهام المستعمرين وهرطقاتهم.

28-10-2021