يبدو أنّ يهود لا يتوانون عن الاستمرار في إذلال السلطة ورجالاتها غير آبهين بما يتسبب ذلك للسلطة ورئيسها من تحقيرٍ وتقزيمٍ لهم أمام الناس الذين تحاول جاهدة أن تظهر أمامهم بمظهر الدول. بل إنّ توالي عمليات الإذلال والتحقير وعلى أتفه الأسباب يدل على أنّ الإذلال بحد ذاته مقصودا لعينه، لتبقى صورة العبد حاضرة في ذهن كل من اختار السير والانضمام إلى السلطة الفلسطينية. فيصدق على يهود قول الله تعالى: {أَمْ لَهُمْ نَصِيبٌ مِّنَ الْمُلْكِ فَإِذاً لاَّ يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً}
في هذا السياق اعتقلت الشرطة "الإسرائيلية" مساء يوم الاثنين، مدير جهاز الأمن الوقائي في محافظة القدس من منزله في الطور، لمدة 24 ساعة على ذمة التحقيق، للتحقيق في عدة قضايا وجهتها له.
ومن غير المستعبد أن يكون الاعتقال لمسألة تافهة مثلما أقدم الجيش "الإسرائيلي" يوم الجمعة 20-11-2009 على اعتقال مدير جهاز المخابرات الفلسطينية في مدينة سلفيت وأربعة من كبار الضباط المساعدين له من منازلهم في سلفيت وسط الضفة الغربية، ثم رشحت الأخبار على أن اعتقالهم كان على إثر اعتقال جهاز المخابرات بسلفيت لعميل يعمل لحساب يهود!!. في إشارة واضحة من يهود على هوان أمر السلطة وشأنها عندهم.
إنّ استمرار عمليات الاعتقال والإذلال تكفي لكل من بقي لديه ذرة من نخوة أو رجولة أو شهامة من أبناء الأجهزة الأمنية الفلسطينية لأن يُطلّق السلطة وأجهزتها (الذراع الأمني لكيان يهود) طلاقاً بائنا بينونة كبرى إن كانوا يعقلون.

16-2-2010