Ahela

أعلنت بلاد إسلامية أن غدا السبت هو غرة شهر رمضان المبارك لعام 1443 للهجرة، بينما أعلنت بلاد أخرى أن السبت هو المتمم لشهر شعبان فيها.
يقول المصطفى ﷺ في حديث يخاطب فيه الأمة الإسلامية «صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ»، ليكون رمضان عابرا للحدود والقارات، يوحد الأمة في طاعة في وقت واحد تتقرب فيه لله تعالى وتعيش روحانية تتجلى على قلوب أبنائها في نظام دقيق يرتبط فيه القمر بالأرض بالأمة بطلوع الشمس وغروبها؛ في لوحة جمالية تميز الأمة الإسلامية عن غيرها من الأمم الغارقة في المادية وعبثية الروتين اليومي الرأسمالي القاتل الذي جعل الأيام تتشابه مع بعضها وكأن البشر آلات إنتاج لا تتوقف إلا بالموت أو المرض أو عدم القدرة على العمل!
وتأبي الأنظمة العميلة للغرب المصممة على مقاس تقسيمات سايكس بيكو اللعينة وتدور في فلك العلمانية الرأسمالية، تأبى إلا أن تقسم الأمة حسب تلك التقسيمات الاستعمارية لتفسد على الأمة وحدتها وتحاول تشويه تلك اللوحة الرائعة التي يرسمها رمضان بنظمه لها في نظام دقيق ومواعيد منضبطة، فيصوم أهل الأرض المباركة على بُعد أمتار من إخوة لهم في الأردن يأبى النظام إلا أن يفطرهم في رمضان في معاندة واضحة للأحكام الشرعية! وعلى شاكلة النظام في الأردن تسير الأنظمة في بلادنا الإسلامية لتكرس عبر عمالتها للغرب المستعمر ومخالفتها للأحكام الشرعية تمزيقَ الأمة ومحاولة ترسيخ حدود المستعمرين المصطنعة.
إن إرضاء الله سبحانه وتعالى وتوحيد الأمة الإسلامية وانتظام تأديتها للطاعات وصومها لرمضان وتأديتها للحج وإعلانها للجهاد لتحرير الأرض المباركة وكل بلاد المسلمين المحتلة واستئناف حمل الإسلام للعالم رسالة رحمة وعدل، لن يكون إلا بانتظام الأمة الإسلامية في دولة الخلافة على منهاج النبوة التي أمر بها الله تعالى.
آن لجيوش الأمة وقادة الجند أن يتقربوا لله في رمضان هذا ويقتلعوا حكام الضرار ويقيموا الخلافة على منهاج النبوة لتعيد لرمضان بهجته وللأمة وحدتها وللدنيا اتصالها بالوحي عبر تطبيق الإسلام وحمله للبشرية رسالة نور ورحمة من خالق الأكوان العلي القدير.