M Salah


أعلن جيش يهود مصرع 3 من جنوده وإصابة رابع في إطلاق نار استهدف قواته اليوم السبت على الحدود (الإسرائيلية (المصرية، مؤكدا أن منفذ الهجوم شرطي مصري. وقال جيش يهود في بيان له أنه قتل الشرطي منفذ العملية داخل الأراضي (الإسرائيلية)، مضيفا أن قواته تواصل أعمال التمشيط في المنطقة للتأكد من عدم وجود مهاجمين آخرين.
رغم كثرة الروايات التي تناولت الحدث منذ الصباح، وتخبط الرواية المصرية التي حاولت ربطها بالتهريب، ومن ثم التنصل من الحدث، مع تأكيد كيان يهود أن الجندي المصري قتل من جنودها ولم ينسحب حتى اشتبك مرة أخرى وقتل وأصاب، رغم كل تلك الروايات التي خرجت للإعلام إلا أن هذا الحدث يظهر حساسية أي عمل عسكري ضد كيان يهود من قبل أحد أفراد جيوش المسلمين.
لقد أعادت هذه العملية البطولية الذاكرة إلى الوراء، عندما قام البطل أيمن حسن في عمليته المشهورة والتي جاءت بعد شهر من مجزرة الأقصى الأولى عام 1990، وكذلك عملية سليمان خاطر عام 1985، واجتياز الجيش المصري خط بارليف عام 1973، وتمتد الذاكرة وصولا إلى بطولة أهل مصر وجيشهم في معركة عين جالوت التي قهرت التتار.
لقد قض هذا الحدث مضجع يهود، وهذا ما كان ظاهرا في تصريحات قادتهم التي وصفت الخسائر بالوخيمة، وهي تذكرهم بكابوس قريب منهم رغم العلاقات مع النظام المصري الخائن، وهذا الكابوس هو وجود جيش قوي مسلم على حدوده، وقد صرح بذلك علانية ديفيد شينكر مدير برنامج السياسة العربية في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى -وهو الذراع الفكري والبحثي للجنة العلاقات الأميركية "الإسرائيلية" (أيباك)- في تحليل وزعه المعهد مؤخرا، حيث قال أن هناك تعاونا عسكريا غير مسبوق بين القاهرة وتل ابيب في سيناء، شمل دعما جويا "إسرائيليا" للعمليات المصرية، غير أنه حذر في الوقت ذاته من أن هذا التقارب جعل "إسرائيل" تسمح بدخول قوات عسكرية مصرية مسلحة في سيناء، وأن هذا يمثل خطرا، حيث استشهد على كلامه بالتغيير غير المتوقع في مصر عام 2011 أثناء الربيع العربي، مشددا على أنه ما زال يمثل هاجسا كبيرا في أوساط اللوبي الصهيوني في أميركا، والذي فشل في التنبؤ به في حينه، رغم تكريسه لإمكانات هائلة لمراقبة الأوضاع في المنطقة العربية وفي مصر على وجه الخصوص التي تتمتع بأكبر عدد سكان وأكبر قوة عسكرية في المنطقة.
إن هذا الحدث يظهر مدى حساسية يهود من أي تحرك له علاقة بجيوش المسلمين وخاصة الجيش المصري، وأن هذه الحقيقة لن يستطيع تغطيتها النظام المصري الذي يريد أن يتنصل من هذا العمل الشجاع وطرح روايات تبعده عن الارتباط السياسي والعقدي بقضية فلسطين، رغم أن كيان يهود وصفها بالعملية التخريبية وليست مجرد حادث عرضي.
وهذا الموقف من النظام المصري ليس غريبا على نظام عميل سجن أيمن حسن 10 سنوات، وادعى أن سليمان خاطر انتحر وتأمر على الجيش في 1973، ويهرع في كل حادثة لطمأنة كيان يهود وتهدئة روعه وتقديم تنازلات متعلقة بالحدود كنوع من تطيب خاطره!
إن أهل فلسطين كانوا وما زالوا يستبشرون الخير في جيوش المسلمين وقد تفاعلوا مع هذا العمل الشجاع، وهذه رسالة إلى الجيش المصري بأن فلسطين أرضكم كما هي أرض أهل فلسطين والأردن وباكستان وكل المسلمين، وأن المسرى مسرى نبي هذه الأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأن الإسلام والعقيدة توجب عليكم التحرك الفوري لإسقاط نظام السيسي العميل الذي يتآمر عليكم، وأن تتحركوا لتلتحموا مع أهل فلسطين في معركة كمعركة عين جالوت تزيل كيان يهود من جذوره وتطهر الأرض المباركة من شروره قال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [سورة الأنفال: 72].
المكتب الإعلامي لحزب التحرير
في الأرض المباركة فلسطين

3/6/2023