في جولته العربية، التي تشمل المغرب ومصر وسورية ولبنان والأردن، ركّز ملك السعودية على قضية "السلام مع يهود"، مع قضايا أخرى. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط يوم 30/7/2010 خبر المباحثات الثنائية بين الرئيس المصري والملك السعودي التي تناولت "أبرز القضايا على الساحتين العربية والدولية، وفي مقدمتها عملية السلام في المنطقة في ضوء الثوابت العربية إزاء القضية الفلسطينية، وكذلك في ضوء التعاطي الأميركي مع المفاوضات الفلسطينية "الإسرائيلية" ونتائج التحركات الجارية في المنطقة بهدف دفع تلك المفاوضات إلى الأمام".
***
لقد أطلق ملك السعودية مبادرة السلام العربية عندما كان أميرا عام 2002، وهي تقضي بالاعتراف بالمحتل اليهودي والتطبيع معه مقابل دويلة هزيلة على حدود عام 1967، وصارت مبادرته سقف تلك "الثوابت العربية" المدعاة، بعدما خرّ ذلك السقف عن شعار "اللاءات الثلاثة" إلى "الأرض مقابل السلام".
ولقد غُطي ذلك الانكشاف السياسي للنظام السعودية -في استعداده لإقامة علاقات خيانية مع كيان يهود- بعباءة الصمت المقيت من قبل علماء السلطان في السعودية، بعدما كانوا يحرّمون اتفاقات السلام مع يهود فيما مضى. وظل الملك يوصف في أدبياتهم زورا وتضليلا بولي الأمر ! وظل منبر الجمعة في الكعبة وفي الروضة محل دعوة للملك بالتوفيق !
وبجرأة على الباطل، وبدون خوف من غضبة حجازية أو صرخة مكية، ها هو اليوم يتحرك ضمن تلك الثوابت التطبيعية مع كيان يهود، وضمن عقلية تمكين المحتل من فلسطين ومن بيت المقدس حاضنة ثالث الحرمين، فيما يستمر صمت علماء السلاطين عن مخلفته لأحكام الإسلام الحنيف، وعن فضح سعيه ضمن سياق "التعاطي الأميركي مع المفاوضات" بهدف دفعها إلى الأمام !
وأمام هذه المواقف الفاضحة، لا بد للمخلصين في الحجاز من التساؤل: هل يمكن لولي أمر المسلمين أن يتحرك بجولة عربية تآمرية حاملا ملف التفاوض مع يهود من أجل دفعه للأمام؟ وهل يمكن لعالم مخلص –من أمثال العز بن عبد السلام- أن يصف مثل ذلك الملك بولي الأمر ؟ أم أن الوصف السياسي المناسب له أنه عرّاب ضد أمته ومتنازل عن أرضها ومقدساتها ! وإن تمسحه بالإسلام هو تضليل للأمة للحفاظ على استقرار نظامه الجائر.
لقد آن لأهل الحجاز أن تتحرك فيهم غضبات الصحابة، وأن يستذكروا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه البخاري "تقاتلكم اليهود ‏فتسلطون عليهم ثم يقول الحجر يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله"، ليدركوا عمق التعارض بين رؤية ملكهم الباطلة ورؤية رسولهم الشرعية.
02-08-2010