بيت لحم-معا- أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب ألقي عنه بالنيابة، أن الذي يطفئ نار العنف ويحاصر نزعات التطرف هو التقدم الشجاع نحو المفاوضات حول الوضع الدائم من أجل التوصل إلى اتفاقات عملية متوازنة، تنهي الاحتلال لأرضنا ومقدساتنا، وتنزع فتيل الانفجار وتوفر استقراراً راسخاً للمنطقة المليئة بتوترات تشكل مكامن انفجار ظاهرة ومستترة، ومن هنا يأتي رفضنا بكل قوة لكل الإجراءات أحادية الجانب التي تقوم بها "إسرائيل"، القوة القائمة بالاحتلال، ونطالب بوقفها فوراً لأنها تمس بقضايا الوضع النهائي، باعتبارها محاولة مكشوفة لرسم وتحديد خريطة الحل النهائي من جانب واحد.
 
 
جاء ذلك في حفلين في الأمم المتحدة في كل من نيويورك وجنيف لمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، اليوم الاثنين.
 
*****
 
نار العنف....نزعات التطرف... توترات تشكل مكامن انفجار ظاهرة ومستترة، هي عبارات يصف فيها الرئيس الفلسطيني أعمال المقاومة التي تستهدف الكيان اليهودي المجرم، بينما يكتفي بوصف الكيان اليهودي بجرائمه ومجازره بالقوة القائمة بالاحتلال!!
 
ويذهب عباس إلى وصف عملية التفاوض المذلة مع هذا الاحتلال بعبارات.. التقدم الشجاع...عملية متوازنة... توفر استقراراً راسخاً للمنطقة.
 
هذا هو خطاب رئيس السلطة الفلسطينية التي اتخذت من التفاوض حياة لها، فباتت بلا مفاوضات كالسمكة خارج الماء لا تطيق العيش ومصيرها إلى الهلاك ما لم تعد إلى الماء.
 
ولقد عبر عن هذا التوجه الرئيس المصري عندما أبدى قلقه من توقف المفاوضات وحرصه على استمرارها لابساً ثياب الحرص زاعماً بأن وقف المفاوضات سيؤدي إلى استمرار الكيان اليهودي ببناء المستوطنات، وكأن هذا الكيان المجرم أوقف البناء يوماً أو بعض يوم في ظل المفاوضات أو في عدمها!
 
كما أن الرئيس السوري صاحب العنتريات الفارغة، وأحد اقطاب الممانعة الكاذبة أبدى قلقه جراء التوتر الذي يمكن أن يزعزع استقرار المنطقة بسبب السياسات "الإسرائيلية" مبدياً حرصه على تحقيق السلام العادل والشامل!!
 
إن القاسم المشترك في تصريحات هؤلاء الزعماء هو -على الحقيقة لا المجاز- حرصهم على الكيان اليهودي المحتل، فخشيتهم من انفجار الأوضاع وتفاقم أعمال "العنف" لا يمكن ان يفسر إلا في هذا المضمار. ويزعم هؤلاء "الفلاسفة" بأن الأمن للمحتل واستقرار المنطقة هو الجزرة يقدمونها ليهود وللدول الاستعمارية التي تقف خلف هذا الكيان المجرم، كما سبق لعباس أن قدم عرضاً ليهود في نيويورك "أعطونا دولة نعطيكم أمناً لم تحلموا به!!". كما أن حكام العرب مجتمعين عرضوا على الكيان اليهودي المجرم المبادرة العربية التي تضمن استقرار هذا الكيان والتطبيع معه وفتح الأبواب الموصدة في وجهه في جميع البلدان العربية والإسلامية لقاء دويلة هزيلة على جزء الجزء من فلسطين المحتلة.
 
إن خطاب السلطة والحكام لازال خطاب تسول لا يرقى لأن يكون خطاباً سياسياً بل هو خطاب الأجراء الموظفين.
 
إن الواجب المحتم على الأمة إزاء حالة الهوان التي تشهدها في ظل حكم هؤلاء الرويبضات أن تسعى لقلعهم والاستبدال بهم خليفة يتقن لغة خطاب الأعداء، فيقود الأمة وجيوشها لتحرير فلسطين وليقضي على كيان يهود مرة واحدة وإلى الأبد.
 
30-11-2010م