تعليق صحفي
في ذكرى احتلال القدس:
السلطة الفلسطينية نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وفلسطين موحدة لأهل الإسلام ستعود
 
في الذكرى الـ44 لاحتلال مدينة القدس، وتزامنًا مع محاولات الولايات المتحدة لفرض رؤيتها لإنهاء الصراع في المنطقة المتمثلة بـ"حل الدولتين"، اشتعلت أرض الإسراء والمعراج بالاستيطان فوق اشتعالها، وبالتهويد فوق التهويد في رد عملي صارخ من كيان يهود على كل محاولات الاستجداء العربية والغربية.
 
 فقد اجتمعت لجنة المتابعة العربية، التي لا تجتمع إلا بأمر أميركا، لتدعم التوجه إلى الأمم المتحدة لاستجداء اعتراف بدويلة في الضفة وغزة، وأمضت مصر مصالحة "موقوتة" بين فتح وحماس، كل ذلك كأداة ضغط من أجل استئناف المفاوضات .. ولكن الرد من كيان يهود هو كالمعتاد صلف وغرور يستند إلى قوة عسكرية تستأسد على الفصائل دون أن تواجه جيوشًا عقائدية تطردها نهائيًا من فلسطين.
 
ولا نرى ولا نسمع من أقطاب السلطة إلا المزيد من العروض الممجوجة وغير الملتفت إليها لاستئناف مسيرة التنازلات على أساس حدود الـ67، فها هو عباس يكرر للمرة الألف أنه مستعد لاستئناف المفاوضات دون أن يعتبر قادة يهود أنهم سمعوا أحدًا يتكلم، وقريع يطرح مبادرة جديدة ولن يجد من يلتفت إلى تسولاته.
 
إن قادة يهود نالوا الاعتراف "المنشود" من السلطة ولم تنل السلطة منهم شيئًا بل ومطلوب منها المزيد، ولمّا أفرغت السلطة كل ما في جعبتها من أساليب التسول والارتماء في أحضان أمريكا لم يتبق لها الآن إلا اللطم على الخدود بالإضافة إلى لطمات يهود.
 
وأما ما يسمى بخيار سبتمبر فإن أوباما حذّر من أي محاولة لنزع أو زعزعة "شرعية إسرائيل" أثناء التوجه للأمم المتحدة، فكان جواب رئيس السلطة: ( خيار سبتمبر ليس المقصود به عزل اسرائيل ولا سحب الشرعية عنها )، وإن أوراق قرارات المؤسسات الدولية الاستعمارية سيعلقها رئيس السلطة خلف مكتبه كذكرى ولن ترى النور كسابقاتها لو تم التوصل إلى قرار.
 
وفي خضم مسيرة التضليل والتسول والمتاجرة بالأرض المقدسة:
 
نقول لقادة يهود إن فلسطين وليس القدس فقط ستعود موحدة لأهل الإسلام وتحت راية الإسلام عمّا قريب بإذن الله، عندما تحيطكم جيوش متوضئة تحب الشهادة كما تحبون الحياة، وما ذلك إلا عن قريب رغم كيدكم بإذن مولانا.
 
نقول لقادة السلطة لقد نسيتم ربكم فأنساكم أنفسكم، فلم تبصروا سوى طريق الذل وطريق التبعية للكافر المستعمر، ولسان حالكم كمن قالوا قلوبنا غلف، فاعتبروا إن كانت لكم أبصار.
 
ونقول لأهل الإسلام إن فلسطين أرض مقدسة مباركة، والشبر في يافا يساوي الشبر في القدس، ولا فرق بين القدس الشرقية والقدس الغربية إلا عند تجار المقدسات، وليس بينكم وبين تحرير أقصاكم إلا رفض مشاريع أميركا والتمرد عليها، ثم تجييش الرأي العام كله ضد كيان يهود ككيان مغتصب لأرض مقدسة وقائم عليها، وحينها لن يطول به المقام في أرض الإسراء والمعراج أمام تحرك جيوشكم وَمَا تَلَبَّثُوا بِهَا إِلَّا يَسِيرًا.
 
(وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ)
2-6-2011م