تعليق صحفي

"الدولة الفلسطينية" مصلحة أمريكية "إسرائيلية" صرفة

في تصريحات حول زيارة وزير الدفاع الأمريكي لرام الله أمس، قال صائب عريقات (أكد بانيتا التزام الرئيس أوباما بحل الدولتين وأنه سيبذل كل جهده للحفاظ على ذلك باعتبار قيام الدولة الفلسطينية مصلحة فلسطينية وإسرائيلية وأمريكية.). وكان وزير الدفاع الأميركي قال في مؤتمر صحفي "إن قرار الكونغرس بتجميد مساعدات للفلسطينيين بقيمة 200 مليون دولار كان خطأ، وأن كلا من الفلسطينيين والإسرائيليين يحصلون على فوائد من وراء نقل هذه الأموال، مشيرا إلى النتائج الايجابية التي نتجت بفضل استثمار هذه الأموال".

وهنا نتساءل، هل "الدولة!" الفلسطينية التي تروج لها السلطة ومنظمة "التحرير!" مصلحة فلسطينية؟ وإذا كانت كذلك هل يمكن لمصلحة أهل فلسطين أن تتلاقى مع مصلحة عدوهم الذي يقيم كيانه على أرضهم المغتصبة وقد فتك بهم تهجيراً وقتلاً وتدميراً؟! أو مع مصلحة عدوهم الأكبر الذي قتل إخوانهم في العراق وأفغانستان؟! وهل تغدق أمريكا وأوروبا الأموال على السلطة لسواد عيون الفلسطينيين؟!.

لم يعد الحديث عن الدولة الفلسطينية باعتبارها "مشروعاً وطنياً!" كما تصور المنظمة والسلطة سوى حديثاً إعلامياً ممجوجاً يراد منه تسويق المواقف المخزية التفريطية للسلطة والمنظمة تجاه قضية فلسطين لدى عموم الناس، وبات الحديث السياسي عن كون "الدولة!" مصلحة "فلسطينية وإسرائيلية وأمريكية" هو السلعة الرائجة والدعاية التسويقية لهذا "المخطط".

إذا كانت الدولة الفلسطينية مصلحة لأهل فلسطين فلا يمكن أن تكون مصلحة لكيان يهود إلا إذا كان الفلسطينيون فيها حراساً لأمن الكيان المحتل، يحمون حماه ويذودون عنه ويبطشون بكل من "تسول" له نفسه "بالتحريض" على العدو الغاصب، بل ويقومون بدور المروج للتطبيع معه، الخادم له في كل المحافل السياسية!!.

وإذا كانت الدولة الفلسطينية مصلحة لأهل فلسطين فلا يمكن أن تكون مصلحة لعدوهم الأكبر أمريكا، راعية كيان يهود وعدوة المسلمين في العالم، إلا اذا كانوا مرتزقة لها وعيونا ترقب بهم تحرك المسلمين في المنطقة، وتشغلهم كوكالة أمنية تابعة لها في المنطقة!!.

تلك هي معالم "المصالح العليا" للفلسطينيين في نظر السلطة ومنظمة "التحرير!" والتي تتلاقي مع مصلحة "إسرائيل" وأمريكا، ولقد سبق أن ترجم رئيس السلطة الفلسطينية كون "الدولة الفلسطينية" مصلحة "إسرائيلية أمريكية" وماذا يمكن أن يقدم لهم بالقول: "نحن لا نريد عزل إسرائيل، وإنما العيش بسلام إلى جانبها، ونحث الدول العربية على الاعتراف بها" وبقوله: "لدينا تجربة في التعاون ليل نهار مع إسرائيل على المستوى الأمني.. هذا التعاون يتواصل 24 ساعة يوميا من أجل الحفاظ على الهدوء.. سوف نواصل الجهود لمنع الإرهاب"، مما دعا عاموس جلعاد للقول: "إن التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية وخاصة أجهزة المخابرات الفلسطينية المختلفة، بالإضافة إلى رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس وزرائه سلام فياض لظاهرة العنف ضد إسرائيل هي من جلبت لنا الأمان"، وبسعي عباس لإنهاء عذابات يهود، وبتفاخره هو ورئيس وزرائه بوقف التحريض في المساجد ووسائل الإعلام ومناهج التعليم ضد "إسرائيل"!.

إن فكرة الدولة الفلسطينية لم تكن يوماً مصلحة لأهل فلسطين بل كانت منذ اللحظة الاولى لطرحها مصلحة أمريكية "إسرائيلية"، فمصلحة أهل فلسطين هي تحرير فلسطين كاملة غير مجزوءة، ومصلحة أهل فلسطين بتطبيق قول الله تعالى (وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأَخْرِجُوهُم مِّنْ حَيْثُ أَخْرَجُوكُمْ) وبرد المسجد الاقصى للمسلمين، ولن يكون ذلك بإسباغ الشرعية على "اسرائيل" والترويج التطبيعي لها والاكتفاء ببعض البعض مما تبقى من أرض فلسطين ليجلس فيها أزلام السلطة على كراسي الحكم استغلالاً لتضحيات أهل فلسطين التي ما بذلت إلا لتحريرها وتخليصها من براثن المحتل.

إن الترويج والتضليل الإعلامي المستعر هذه الأيام لدولة فلسطينية على حدود المحتل عام 1967م يراد له إطفاء جذوة التطلع لتحرير فلسطين كاملة والتي اتقدت من جديد في نفوس الثائرين في بلدان "الربيع العربي"، ولكن هل تفلح السلطة وأمريكا وكيان يهود في نزع سورة الإسراء من قلوب المسلمين أو تنسيهم عكا وصفد وتل الربيع حيث الرمال المخضبة بدماء الصحابة؟! لا شك أنه مسعى فاشل وسينقلب خسراناً على أصحابه. فهل من مدّكر؟!

4-10-2011