تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية في التصدي للمستوطنين... تمخض الجبل فولد فأرا !!!

أكد محمود الهباش خلال كلمة له أمام مؤتمر حماية المساجد من "إرهاب" المستوطنين الذي نظمته وزارة الأوقاف أمس الأربعاء بمحافظة رام الله والبيرة، على "ضرورة تشكيل لجان شعبية في كل المحافظات الفلسطينية للدفاع عن المقدسات في مواجهة هؤلاء الإرهابيين الذين يسرقون ويشوهون وجه هذه الأرض ويلوثون تعاليم التوراة التي ترفض الاعتداء على المقدسات".

من يشاهد السلطة وهباشها وهم يزبدون ويرعدون حينما يتحدثون عن محاربة "الإرهاب الفلسطيني" ومنع "التحريض" في المساجد والمدارس والإعلام، وإسكات كل صوت مخالف لنهجهم، لا يصدق أنّهم هم نفسهم من يتكلمون الآن عن "إرهاب المستوطنين"!!

فمئات المعتقلين بل الآلاف، وعشرات الحملات "الأمنية"، وضربٌ وتكسيرٌ وهمجية وبلطجة من السلطة وأوباشها في محاولة لإرهاب الناس وحملة الدعوة لإجبارهم على السكوت عن جرائمها وتفريطها. ومدن الضفة من رام الله إلى الخليل ونابلس وطولكرم وقلقيلية وجنين وبيت لحم وغيرها ما زالت تذكر كيف تحولت ساحاتها إلى ثكنة عسكرية عندما أرادت السلطة منع مؤتمرات ومسيرات سياسية تحيي ذكرى الخلافة، وصورة الشهيد هشام البرادعي الذي قتلته السلطة لمشاركته في مسيرة لحزب التحرير عندما أمطرت الجموع بوابل من الرصاص ما زالت حاضرة في أذهان أهله وإخوانه في الخليل وفي كل فلسطين. وسجون السلطة ما زالت تشهد على الوحشية التي تعاملت بها السلطة مع المعتقلين السياسيين، لا لشيء إلا لأنهم لم يرضوا بتفريطها وتنازلاتها.

وفي مقابل كل هذا وذلك، نشهد مدى "الحزم" الذي تتعامل به مع المستوطنين!! إنها مفارقة عجيبة حقا. وحقا تمخض الجبل فولد فأرا...!!!

ثم أنّها بعد أن جمعت كل السلاح ووصمت السلاح الذي بيد غير عناصرها بالسلاح غير الشرعي، وطاردت كل من ملك قطعة سلاح، حتى أصبح أهل فلسطين لا يجدون سوى العصى أو السكين للدفاع عن أنفسهم من هجمات المستوطنين، تأتي اليوم لتطالب الناس العزل بالوقوف في وجه المستوطنين بصدورهم العارية.!! وكأن عناصرها الأمنية خارج المعادلة كلها !! على الرغم من تأكيد السلطة على أنّ تلك الهجمات منظمة ومبرمجة من أعلى سلطة لدى يهود "وشدد د. الهباش على أن وجود هؤلاء المستوطنين غير شرعي وغير قانوني على الأرض الفلسطينية وأن أفعالهم ضد الفلسطينيين ومقدساتهم ليست عشوائية وإنما هي سياسة مبرمجة ومخطط لها من أعلى مستويات صنع القرار في الحكومة الإسرائيلية."

وحتى لا تغضب السلطة أسيادها من يهود وأمريكان فهي تشدد على ضرورة تشكيل لجان شعبية للمقاومة السلمية وليست أي مقاومة، "وطالب د. اشتية جميع المواطنين بالبدء بالعمل ببدء المقاومة الشعبية السلمية من اجل المحافظة على الهوية الفلسطينية ولكي يعرف الاحتلال بان الشعب الفلسطيني سيبقى صامدا ومدافعا عن حقوقه ومقدساته وأرضه حتى ينال استقلاله وحريته."

أما عناصر السلطة الأمنية التي قاربت السبعين ألفا، فأسلحتهم لا تُوجه إلا إلى صدور أهل فلسطين وأبنائها المخلصين. وعندما تحضر قوات يهود أو قطعانهم  فلا وجود لتلك العناصر ولا خبر، وكأنها أثر بعد عين!!

إنّ السلطة الفلسطينية بموالاتها ليهود، وملاحقتها لكل من يفكر بمقاومة يهود، وجعلها الناس عزلا بلا سلاح، وحصر توجيه سلاح الأجهزة الأمنية إلى صدور أهل فلسطين، هي بذلك شريكة ليهود فيما يتعرض له أهل فلسطين من هجمات للمستوطنين أو قوات يهود.

فحريٌ بها أن تخجل من نفسها فتكف عن التمثيل وذرف دموع التماسيح على ما ساهمت في إيجاده من ويلات لأهل فلسطين.

28/12/2011