تعليق صحفي

بل كان الأسد حافظاً لأمن يهود وتابعاً لأمريكا يا أبا مرزوق

أكد موسى أبو مرزوق أن نظام الأسد كان داعما رئيسيا للقضية الفلسطينية وأنه لم يبخل على المقاومة بشيء، وهذه حقيقة لا يمكن نكرانها، وهذا لن يدفعهم لدعمه في باطله. وأردف "إننا حريصون على أن نجنب الشعب الفلسطيني الدخول في مشاكل داخلية في سوريا، حيث إن الشعب هناك ضيف على الشعب السوري ولا نريد أن نقحمه في هذه المشاكل". وطالب المجتمع الدولي بالتحرك لوقف المجازر بين المدنيين سواء كانوا فلسطينيين أو سوريين.

إن أهل الشام الأحرار كانوا ولا زالوا يقفون بجانب إخوتهم من أهل فلسطين، وهم يرون خلاصهم من النظام البعثي المجرم مقدمة لتحرير فلسطين وتطهير المسجد الأقصى، ولعل في هتاف الثوار وتطلعهم للصلاة في المسجد الأقصى عقب اسقاط النظام دليل على ذلك.

أما النظام الذي اغتر أبو مرزوق باستضافته لحركة حماس على أرض سوريا، فهو لم يكن يوماً في صف الأمة ولا في صف قضية فلسطين وكان جديرا بحركة حماس أن لا تستظل بظله، فما زعمه النظام من ممانعة كاذبة كان هدفه أداء دور تابع رخيص خدمة للمصالح والنفوذ الأمريكي في المنطقة، ولم يكن يشغله لا فلسطين ولا مقدساتها ولا أهلها.

ويكذب تلك الممانعة والدعم المزعوم، حدود سوريا مع كيان يهود والتي لم تشهد إطلاق رصاصة ولو بالخطأ طوال اربعين عاماً، وانخراط النظام في مفاوضات سلام مع كيان يهود –بالرغم من توقفها وتجميدها الآن-، وإقراره بشرعية كيان يهود المحتل وقبوله بالقرارات الدولية في هذا الشأن، فعن أي دعم لفلسطين وقضيتها وعن أي "كرم" يتحدث أبو مرزوق؟!.

ثم إن أهل فلسطين وأهل سوريا هم أخوة وليسوا ضيوفا على بعض كما يعاملهم النظام البعثي، دمهم واحد وعرضهم واحد، فدينهم واحد وعقيدتهم واحدة، فلا يقال إن هذا شأن فلسطيني لا دخل للسورين فيه ولا ذاك شأن سوري لا دخل للفلسطينيين فيه بل هم أمة واحدة، وإن نسي أبو مرزوق ذكرناه، ففلسطين وسوريا والأردن ولبنان لم تكن دولاً بل كانت ولاية الشام التي تتبع الدولة الإسلامية.

إن ثورة أهل الشام هي ثورة للانعتاق من الاستعمار والتخلص من نفوذه، وهي إن نجحت بإذن الله وأقام المخلصون فيها الدولة الإسلامية ستقضي على كيان يهود وتحرر فلسطين كاملة وتخلص المنطقة من النفوذ الاستعماري إلى الأبد.

إن الواجب على كل المسلمين نصرة بعضهم البعض (إنما المؤمنون أخوة)، لا أن يطالبوا المجتمع الدولي حماية أهل سوريا أو فلسطين، فالمجتمع الدولي وقواته الاستعمارية، من ناتو وأمم متحدة وقوات سلام دولية، هي احتلال جديد وهي قوات لتنفيذ السياسات والمخططات الاستعمارية "إنا لا نستضيء بنار المشركين"، وهذه حقيقة أدركها ثوار الشام في الوقت الذي لا زالت الفصائل الفلسطينية تغفل أو تتغافل عنها.

إن الظاهر للقاصي والداني أن الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين –موالاتها وممانعتها الكاذبة- تدين بالتبعية للغرب، وإن قبول أسس اللعبة الديمقراطية والتعامل مع هذه الأنظمة كأنظمة "شرعية" يحرف التفكير ويزيغ البصر عن الحق المبين.

فهل يدرك أبو مرزوق أن الأمة ما عادت تكيل في صاع الحكام والأنظمة على اختلافها وأنها ستقضي عليها نظاماً تلو الآخر، وأنها الآن ترسم مشهدها السياسي بدمائها وتضحياتها لتقيم خلافتها، وأنها لن تقبل الخضوع للغرب ولن تحتمي بقواته؟!

22-12-2012