تعليق صحفي

السلطة تزهو بسيطرة وهمية تحفظ بها أمن يهود وتصمت على عدوان المستوطنين وعربدتهم!

أكد اللواء عدنان الضميري الناطق باسم المؤسسة الأمنية "أن الأجهزة الأمنية لديها سيطرة كاملة على الوضع بالضفة الغربية، وأن كل أشكال الحرية في التعبير تمارس بالضفة، وهو لا يعجب الاسرائيليين الذين يحاولون إظهار أن هناك عودة للنشاط العسكري في الضفة الغربية."

يزهو اللواء الضميري بسيطرته الكاملة على الضفة الغربية...سيطرة نابعة من الوصف الوظيفي للأجهزة الأمنية الفلسطينية التي أنشئت لخدمة المصالح الأمريكية وإضفاء الشرعية الدولية على احتلال فلسطين ولحماية أمن كيان يهود ومحاربة كل من تسول له نفسه بالمساس به.

وقد ظهرت تلك الوظيفة الوجودية للأجهزة الأمنية في تصريح اللواء الضميري جليّة عندما قال: "وهو لا يعجب الاسرائيليين الذين يحاولون إظهار أن هناك عودة للنشاط العسكري في الضفة الغربية."، فعودة النشاط العسكري في الضفة الغربية مثلمة في رأي الأجهزة الأمنية، ومحاولة إظهار عودتها من قبل يهود...فيه تقليل من شأن الأجهزة الأمنية ومحاولة  لإعطاء صورة مفادها أن الأجهزة الأمنية غير مسيطرة على الوضع في الضفة الغربية!!.

وبذلك يكون مفهوم السيطرة الكاملة عند الأجهزة الأمنية للسلطة -كما أوضحه اللواء الضميري- الحيلولة دون "عودة النشاط العسكري في الضفة الغربية"، وهذا تأكيد على وظيفة السلطة الأمنية، فالتنسيق الأمني والاعتقالات والقتل والتعذيب والمطاردة والفصل من العمل كانت أدوات من خلالها وصلت الأجهزة الأمنية إلى السيطرة الكاملة على الضفة الغربية، وبذلك حرست كيان يهود وسهرت على أمن مستوطناته وسكانها ومنعت أية عملية ضدهم وسلّمت كل من مس أو فكر بالمساس بأمن كيان يهود.

لقد أنتجت تلك السيطرة الكاملة -بمفهومها الخدماتي لكيان يهود وأمنه-  أمنا واستقرارا لكيان يهود لم يحلم به، فلأول مرة ومنذ قيام كيان يهود أصبح عدد المطلوبين لجيش احتلالهم صفراً، وهذه سابقة كما وصفها مدير مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان بقوله: "سابقة مريحة للاحتلال بشكل كبير فهو يشعر بالأمن والأمان ولا يوجد شخص لا يعلم مكان وجوده يهدد أمنه أو قد يشكل تهديد لأمنه".

ومع زهو الضميري وفخره بتلك السيطرة الكاملة على الضفة فقد أكد على "أن اعتداءات المستوطنين تصاعدت في الآونة الأخيرة، والاعتقالات والاجتياحات الاسرائيلية للمدن الفلسطينية زادت، وهو ما أدى إلى شلّ كل ما يمكن أن يقود إلى سلام مستقبلا في المنطقة."

وهذا يعني أن السيطرة الأمنية لا تعني بالمطلق الوقوف في وجه اعتداءات المستوطنين التي وبحسب تصريحات الضميري نفسه قد ازدادت في نفس الوقت الذي تسيطر فيه أجهزته "سيطرة كاملة على الضفة الغربية "!!، فهل يزهو اللواء وأجهزته الأمنية لأنهم استطاعوا أن يكبلوا أهل فلسطين ويقمعوهم مما شجع المستوطنين على الاعتداء والعربدة على أهل فلسطين!.

إن السلطة وأجهزتها الأمنية لم تنل رضى يهود بالرغم من كل الخدمات الأمنية "الجليلة!" التي تقدمها لهم، وكان عاقبتها أن باتت في مهب الريح كلما ازدادت تودداً ليهود كلما أشاحوا عنها الوجوه وأراقوا ماء وجهها وفضحوا أمرها، وذلك عاقبة المرتمين في أحضان الكافرين أعداء الأمة والدين.

ومع ما تلاقيه السلطة من إعراض من يهود فإنها لا زالت تستمرئ الذل والتبعية والعبودية للمشروع الأمريكي، وباتت لا تخجل من استعراض نجاحاتها في السيطرة الأمنية على أهل فلسطين وقمعهم في ظل عربدة المستوطنين وجيش كيان يهود على مسمع ومرأى من أجهزتها الأمنية.

إن الواجب على السلطة ومنظمة التحرير أن ترفع يدها عن قضية الأرض المباركة لترجع للأمة الاسلامية، وآن للأهل  فلسطين أن يرفعوا أصواتهم عالياً لينكروا على السلطة ورجالها وأجهزتها انحيازهم للعدو الغاصب، وآن لجيوش الأمة أن تتحرك مزمجرة زاحفة لتحرر لفلسطين من سيطرة كيان يهود وأعوانهم.

إن العمل الجاد لإرجاع فلسطين إلى حضن الأمة الإسلامية، والتخلص من مخلفات الاستعمار ومشاريعه التصفوية التي تعطي فلسطين ليهود هو السير العملي على طريق التحرير الكامل للأرض المباركة، وما دون ذلك يبقى مجرد سيطرة وهمية تخدم كيان يهود وتثبت أركانه!.

2-1-2013