ترويج الانتخابات السياسية الفلسطينية سبيل المفرّطين والمفاوضين
تصاعدت دعوات قادة السلطتين الفلسطينيتين في غزة ورام الله وفصائلهما نحو تحفيز أهل فلسطين على تحديث السجلات الانتخابية كما نقلت صحيفة فلسطين عن هنية وكما نقلت القدس العربي عن بيان لحركة فتح، ومن المقرر أن تنتهي عملية التحديث يوم 18 من الشهر الحالي.
يتزامن تصاعد هذه الدعوات مع احتشاد قادة الفصائل الفلسطينية ورجالات السلطتين في القاهرة تحت عنوان لقاء المصالحة، ومع تكشّف جدول الأعمال الذي يدور حول ملف المنظمة وانتخابات المجلس الوطني، ولذلك فإن هذه الدعوات تؤكد أن المصالحة هي في حقيقتها برنامج سياسي ضمن سياق المشاريع الدولية لتصفية قضية فلسطين، وليست عملا اجتماعيا أو شرعيا لحقن الدماء، التي بحمد الله توقف انهمارها على مذبح الفصائل.
وهذا ما يؤكد مضمون النصيحة التي سبق أن حملتها وفود حزب التحرير لبعض الشخصيات البارزة في حماس بتاريخ 1/5/2011، والتي بين فيها الحزب أن "المصالحة" المروج لها هي اتفاق سياسي، يأتي كشرط أساسي لمتابعة سير المنظمة في الحلول الاستسلامية التي تضيع الأرض المقدسة فلسطين، ولذلك فإن ما يجري في القاهرة هو تحضير لبرنامج سياسي لتمرير الحلول السياسية التي يهيمن عليها حل الدولتين الأمريكي.
إنه لمن المعلوم من الدين بالضرورة أن الإسلام حرّم تمكين الكافرين المستعمرين من رقاب المسلمين، وحرّم تنفيذ مخططاتهم، ومن ثم حرم الوسائل التي تسهم في تحقيق تلك المخططات، وهذه الانتخابات وتحديث سجلاتها هي من الأدوات الأساسية في تمرير تلك الحلول السياسية التي تفرّط بأرض فلسطين وتقبل بسلطة هزيلة تحت مسمى دولة على جزء من الأرض المحتلة عام 1967 فيما تقرر وجود الاحتلال اليهودي المجرم على جل الأرض. والله سبحانه وتعالى يقول
وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً

لذلك فإن تحديث هذه السجلات الانتخابية وما يجري في القاهرة من التنسيق لانتخابات المجلس الوطني هو خطوة ضمن عملية سياسية باطلة يحرم على المسلمين ترويجها وتنفيذها أو المشاركة بها، وإنه لمن المستنكر أن تصدر عن قيادة سلطة غزة التي ترفع شعار الإسلام.

وإننا في حزب التحرير نذكر المخلصين جميعا من كافة الفصائل الفلسطينية أن الأمة تغذ السير نحو خلافة على منهاج النبوة لعلها تكون على مرمى حجر من هذا الكيان اليهودي الهش، وحينها سيلقن هذا الاحتلال الدرس الذي سيسجله التاريخ بحروف من العزة والإباء، وأولى بهم أن يكونوا مع فسطاط المسلمين في الشام لا مع فسطاط المتآمرين في القاهرة.
8/2/2013