تعليق صحفي

أمريكا غير قادرة على حل قضية فلسطين، والمتعلقون بحبالها واهمون

في معرض الحديث عن زيارة أوباما للمنطقة، أكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن الرئيس الأمريكي سيكتفي في هذه المرحلة بالاستماع إلى الطرفين الفلسطيني و"الاسرائيلي". وقال كيري: الرئيس (أوباما) غير مستعد، في هذه المرحلة من الزمن، لأن يفعل ما هو أكثر من الاستماع إلى الطرفين، ولهذا السبب أعلن أنه ذاهب إلى "إسرائيل".

بددت تصريحات كيري هذه أوهام المتعلقين بحبال أمريكا من رجال السلطة والمنظمة، والذين استبشروا بقدوم أوباما للمنطقة آملين أن يهبهم شيئا يستعيدون من خلاله ماء وجههم المهراق، غير أن أمريكا تثبت في كل مرة أنها غير قادرة على حل قضية فلسطين وفق رؤيتها (حل الدولتين) وأنها تنحدر في قوتها الدولية إلى درجة تنأى بنفسها عن الدخول في القضايا الشائكة، لكن المرتمين في أحضانها، الذين فرّطوا بالبلاد والعباد سيراً وراءها وتنفيذاً لمخططاتها، لا يعقلون هذه الحقيقة، وإن عقلوها تجاهلوها فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون.

إن أمريكا غير قادرة على حل قضية فلسطين لا وفق مشروعها (حل الدولتين) ولا غيره من المشاريع، ويعود ذلك إلى الأسباب التالية:

1.         إن صراع المسلمين مع اليهود المحتلين يأخذ صبغة عقائدية، فطبيعة الحرب بينهم عقائدية، ولن يتخلى المسلمون عن عقيدتهم وسيبقون يتلون آيات سورة الإسراء، وستبقى فلسطين مسرى النبي الأكرم، وسيبقى كل مسلم في أرجاء المعمورة يتطلع إلى تحريرها وإعادتها إلى ديار المسلمين.

2.         إن أمريكا تنحدر في قوتها السياسية، وأزماتها المتلاحقة والمتراكمة تثقل كاهلها، ولعل بلدان الربيع العربي تؤرقها جراء معاناتها في تثبيت نفوذها في تلك البلدان، في وقت تتفلت فيه الأمة من كل نظام وحاكم يرتبط بها ويدين لها بالتبعية والولاء، وتتطلع فيه لعودتها خير أمة اخرجت للناس.

فأمريكا في ظل هذه الأجواء والتغيرات، أعجز من اتخاذ قرارات وخطوات عجزت عن اتخاذها في ذروة قوتها السياسية.

 

3.         كما أن أمريكا تدرك أن قضية فلسطين –بالرغم من كل محاولات التضليل- هي قضية للأمة بأسرها، وأن العبث بها يشعل الأمة ويزيد درجة حرارتها، وهي التي أطاحت بنواطير أمريكا في المنطقة وتسعى للتغير الجذري وإقامة الخلافة التي ستقضي على نفوذها واستعمارها لبلاد المسلمين، لذا فهي تكتفي كما صرح كيري بالاستماع ودراسة الخيارات!، ومجرد إدارة الملف دون الخوض فيه.

إن أمريكا تدرك تلك الحقائق كاملة، فقد أكدت وثيقة أمريكية خاصة بالرئيس الأمريكي أوباما ووزعت على جميع اجهزة المخابرات أن قضية فلسطين ستبقى شائكة ولن تحل حتى عام 2030، فيما أكدت مراكز أبحاث أخرى كمركز كيسنجر أن "إسرائيل" لن تكون موجودة على الخارطة في غضون عشر سنوات.

إن تحرير فلسطين هو وعد من الله وبشرى من رسوله، وهو تحصيل حاصل لامتلاك الأمة زمام أمرها، فبمجرد أن تستعيد الأمة سيادتها وتمتلك قوتها، ستسير في جيش جرار لتدك صروح يهود، وتقتلع كيانهم وتحرير فلسطين كاملة وذلك حينها أمر يسير.

وإن تحقيق ذلك بات قريباً بإذن الله فبشائره تلوح في الأفق.

(فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)

14-2-2013