تعليق صحفي

كيان يهود يخشى ملحمة الأمة في الشام، وادّعاؤه الحرص على دماء السوريين كذب مفضوح!

قال رئيس كيان يهود أمام البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ إنّ «الجامعة العربية قادرة ويجب أن تشكّل حكومة مؤقتة في سوريا لوقف المجزرة ومنع سوريا من الانفجار. وعلى الأمم المتحدة أن تدعم قوة حفظ سلام عربية».وأضاف بيريز: «لا يمكننا البقاء مكتوفي الأيدي فيما الرئيس السوري يقتل شعبه وأطفاله».

فيما قال وزير دفاع كيان يهود "إن الوضع الأمني بالمنطقة يضع إسرائيل في مواجهة تحديات شديدة التعقيد". وفي الوقت نفسه دعا مؤتمر هرتسيليا الأمني "إسرائيل" إلى عدم مواصلة الانشغال بالقضايا الداخلية، وإلى مواجهة تحديات ومستجدات استراتيجية خارجية خطيرة، على رأسها الربيع العربي.ودعا رئيس المؤتمر الجنرال في الاحتياطي داني روتشيلد "إسرائيل" لإعادة النظر في رسائلها للعالم، والامتناع عن اعتبار السلاح النووي الإيراني خطرا وجوديا عليها، رغم أن مصلحتها العليا تقتضي بمنع طهران من حيازته.

وسبق لرئيس وزراء يهود أن صرح قائلاً: "إننا نتابع التغيرات التي تحدث في سوريا، وفعلا تحدث تغيرات كثيرة، ولها تداعيات على أمن إسرائيل". وقال "هذا ليس شأنا إسرائيليا فحسب، بل نحن على علاقة وطيدة في هذا الشأن مع الولايات المتحدة وهذه هي مصلحة استراتيجية لإسرائيل وأمريكا".

إن قادة كيان يهود كاذبون في ادّعائهم الحرص على دماء وأطفال السوريين ولا يحتاج ذلك لبرهان أو حجة فهم قتلة الأطفال "بامتياز" في غزة وقانا وغيرها، بل إن أقوالهم هذه لا تعدو أن تكون نكتة سخيفة.

وتوضح هذه التصريحات أن كيان يهود حريص كل الحرص على أن يخلف النظامَ السوري نظامٌ مستنسخ عنه ولو كان "ممانعاً" كاذباً، يحفظ لهم حدودهم ويحارب "الإسلاميين" الذين يصفهم الغرب بالمتطرفين "خشية أن تقع الأسلحة الكيميائية في أيديهم" فيحرروا فلسطين ويقضوا على كيان يهود، كما تصرح كتائبهم دوماً بأن تحرير القدس سيتبع سقوط الأسد ونظامه، ودعوتهم الجامعة العربية للتدخل الآن وانشاء حكومة مؤقتة تعكس مدى خوفهم من أن تكون عاقبة ثورة الشام خلافة راشدة على منهاج النبوة، والتي يحلو لهم أن يصفوها بالتحدي الاستراتيجي المعقد وبالتغير التاريخي، لذا فهم يطالبون أن تنشئ الجامعة العربية في سوريا حكومة مؤقتة على غرار بقية الأنظمة المتخاذلة وأن يتم دعمها بقوات "حفظ سلام" دولية مهما كانت هويتها.

وتكشف هذه التصريحات إدراك يهود -لا سيما راسمي السياسة لديهم- بأن النظام الإيراني لا يمثل خطراً حقيقياً على وجودهم وإن رأوا أهمية لمنعه من امتلاك السلاح النووي، ليس خشية من الحكام الحاليين وإنما من تسرب تلك الأسلحة لاحقا للأمة، وأنهم يدركون أن جعجعات حكام إيران كجعجعات الأسد بالون فارغ ولا تنتج طحناً. بينما يخشى قادة يهود ثورة الأمة الحقيقية ويخشون أن تنتج تغيراً تاريخياً يغير وجه المنطقة بل العالم بأسره، الأمر الذي جعل نتنياهو يعتبر ما يجري في سوريا يمس مصالح "اسرائيل" والولايات المتحدة وأنه ليس شأناً "إسرائيلياً" فحسب.  

وإزاء ذلك كله، يتضح حقيقة خوف يهود من ثورة الأمة في الشام، ويتضح حقيقة الحكومة المؤقتة التي يطالب بها الائتلاف ومن ورائه الجامعة العربية، وحقيقة المخططات التي تُرسم لإجهاض ثورة الشام وإفراغها من مضمونها، ويتضح أن العالم بأسره، بأدواته المختلفة المحلية منها والإقليمية، قد تكالب على هذه الثورة المباركة ويسعى لئلا تثمر ثمرة يستظل بظلها أهل سوريا والمسلمون جميعاً، خلافة راشدة تعيد للأمة مكانتها بين الأمم، وتعيد لها عزها ومجدها.

وفي مقابل ذلك تتضح حجم المسؤولية الملقاة على الثوار والخطر المحدق بهم والمخططات التي تحاك ضدهم، وليس لهم نجاة إلا بالتمسك بحبل الله المتين، وليس لهم مفر إلا إلى الله بشرعه ونظامه والالتزام بأمره، وحينها سيكونون أهلاً لنصر الله المبين، وأهلاً لأن يكونوا كسعد بن معاذ أنصار اليوم كأنصار الرسول الأكرم، أهلاً لتحرير فلسطين وتحقيق البشارة النبوية والوعد الإلهي بذلك، فيكتب ذلك في صحائفهم بمداد من نور ويحتلوا مقعد صدق عند مليك مقتدر.

(إِن يَنصُرْكُمُ اللّهُ فَلاَ غَالِبَ لَكُمْ وَإِن يَخْذُلْكُمْ فَمَن ذَا الَّذِي يَنصُرُكُم مِّن بَعْدِهِ وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكِّلِ الْمُؤْمِنُونَ)

13-3-2013