تعليق صحفي

تونس...سيبقى الانقلابيون على ثقافة الأمة يتناوبون على سياسة الناس ما لم يحدث التغيير المنشود

وعد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي الأربعاء في حديث مع إذاعة فرانس انفو بـ”العمل على الإفراج” عن الناشط جابر الماجري الذي حكم عليه في اذار/ مارس 2012 بالسجن سبع سنوات لنشره رسوما كاريكاتورية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم على صفحته على الفيسبوك.

وصرح المنصف المرزوقي “سأعمل على إطلاق سراحه، إنني فقط انتظر تهدئة سياسية”، مضيفا “في الوقت الراهن هناك توتر شديد، وهناك هذه المعركة ضد الإرهاب ولا أريد أن يثير هذا الإفراج جدلا، لكنني سأفرج عنه، إنني ببساطة أبحث عن المخرج المناسب لأمنه وأمن البلاد”.

هذه وقاحة جديدة من المرزوقي تُري بوضوح أنّ حكام ما بعد الثورة غريبون عن الأمة وانقلابيون على ثقافتها، عملاء للغرب وثقافته، فالمرزوقي لا يجد ضيرا في الإفراج عن المتطاول على النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهو يصرح أنّه يخشى الناس ولا يخشى الله!!.

وهذا يبرهن من جديد على أنّ الثورة لم تؤت أكلها بعد، وأنّ المشوار الذي بدأه الأحرار في تونس يجب أن يكملوه نحو التغيير المنشود؛

التغيير الذي بات يتبلور في أعين الناس أنّه لا يتأتى تحقيقه من خلال أساليب وبرامج وفلسفة النظام الديمقراطي العلماني. فالمرزوقي هذا هو شريك حركة النهضة التي ادّعت اسلامية الطرح بالمفهوم الديمقراطي الأمريكي الغربي للإسلام المعتدل، وكلهم متآمرون على الأحرار في تونس كما المعارضة التي تشارك في إكمال أدوار مسرحية لتبقي الناس تسير في مكانها.

الأمة بحاجة إلى تغيير جذري تطيح من خلاله بالأنظمة العميلة وأركانها وأدواتها وأفكارها، لتحل محلها شرع الله وأحباب الله ودستور الإسلام وأركان دولة الخلافة.

وبغير ذلك لن يتغير حال الأمة إلى ما يرضي الله ورسوله والمؤمنين، وسيبقى الانقلابيون على ثقافة الأمة العملاء يتناوبون على سياسة الناس، كلما احترق وجه أو فصيل، جاؤوا بوجه أخر وفصيل ثانٍ.

7/11/2013