تعليق صحفي
السلطة الفلسطينية تصنع من مهاتراتها السياسية قصة "ألف ليلة وليلة"!!
أعلن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية محمد اشتية الاثنين أنّ الرسالة التي تتضمن طلب انضمام الفلسطينيين إلى محكمة الجنايات الدولية باتت جاهزة للتوقيع. وقال اشتية لوكالة فرانس برس "رسالة القيادة الفلسطينية للانضمام لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي أصبحت جاهزة للتوقيع من قبل الرئيس الفلسطيني محمود عباس ولائحة الاتهام ضد مرتكبي جرائم الحرب الاسرائيليين أصبحت جاهزة للتقديم للمحكمة في أي لحظة".
لا يخلو مؤخرا يوم أو أسبوع أو شهر على أبعد تقدير من قصة جديدة تُضاف إلى القصص الممتدة عبر السنوات القليلة الأخيرة من تأليف السلطة الفلسطينية وقادتها حول مهاترات السلطة السياسية التي تصفها بالنضال السياسي ضد يهود في المحافل الدولية. حتى أصبح إعداد ورقة جاهزة للتوقيع من طرف السلطة لتقدم إلى محكمة الجنايات لتوافق عليها أو لا توافق، ومن ثم لتدخل حيز التنفيذ إن تمت الموافقة أو لا تدخل حيز التنفيذ، أصبح ذلك إنجازا وتقدما في عُرف السلطة السقيم!!
ومن غير المتوقع أن يكون قادة السلطة قد أصيبوا كلهم ومرة واحدة بجنون القصص والمهاترات الفارغة التي يحسبونها شيئا، لأنّ أقصر الناس نظرا باتوا يدركون ومنذ زمن بعيد عقم هذا الطريق، لأنّهم من جانب يدركون وقاحة يهود وعدم اكتراثهم بكل المؤسسات والهيئات التي لا تتعدى قراراتها الحبر على الأوراق، هذا إن صدرت القرارات، حتى بات مسلما لدى كل المسلمين بأنّ الحل الوحيد المجدي مع يهود هو القوة. ومن جانب آخر فقد شهد المسلمون بل والعالم أجمع حجم التآمر الدولي والأممي مع يهود على فلسطين وأهلها، من خلال أمثال تلك المؤسسات التي تتحدث عنها السلطة، سواء في القرارات التي صدرت منحازة ليهود، أو في وقوف الغرب وخاصة أمريكا في وجه صدور أي إدانة ولو شكلية لدولة يهود من خلال استخدام أمريكا لوزنها السياسي أو للفيتو. ومن جانب ثالث، سجل هذه المؤسسات الحافل في التآمر على المسلمين وقضاياهم عبر العالم، في العراق وافغانستان، في بورما وكشمير، في أفريقيا الوسطى وألبانيا، في آسيا الوسطى وتترستان الشرقية.
ولا نظن أنّ السلطة هي في معزل عن المسلمين والعالم، حتى يغيب عنها كل هذه الحقائق، إلا إن{خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ} فباتوا {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ}، أو أنّهم مجرمون يعرفون حقيقية المسرحية التي يمثلونها على أهل فلسطين، وهذا ما ينسجم مع سجل السلطة المخزي في التآمر على أهل فلسطين وقضاياهم، فالسلطة تريد أن تجعل المؤسسات والهيئات الدولية صنيعة الغرب وعدوة المسلمين هي قبلة أهل فلسطين وملجأهم ومحط أنظارهم لرفع الظلم عنهم أو تحصيل الحقوق، خشية أن يلتفت أهل فلسطين إلى الحلول الحقيقية والمجدية المؤدية إلى قلع كيان يهود من جذوره، فالسلطة والغرب ويهود من ورائها يحرصون كل الحرص على أن لا تعود الأمور إلى نصابها بأن تعود مسئولية تحرير فلسطين وتخليصها من دنس يهود إلى جيوش الأمة وضابطها. فهذا الحل الأصيل والوحيد لقضية لفلسطين يجب أن يبقى بحسب خطط السلطة مغيبا عن الأنظار وغائبا عن الأذهان. وهي نفس عقلية حكام المسلمين والغرب المجرم.
ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم بإذن الله، فالأمة لم تعد كما كانت في السابق وباتت تتطلع ليوم تدوس فيه الحكام وأنظمتهم، فتحرك الجيوش للجهاد ولتحرير الأقصى واقتلاع كيان يهود، وما ذلك اليوم ببعيد.
28/10/2014