تعليق صحفي

السلطة تصر على ترويج التطبيع من أجل أمن الاحتلال اليهودي!

دعا قاضي قضاة السلطة ومستشار رئيسها للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية محمود الهباش، إلى تكثيف السياحة الدينية لمدينة القدس، وذلك خلال لقائه ووزيرة السياحة والآثار الفلسطينية مع وزير العمل والسياحة والآثار الأردني.

لا تكتفي السلطة الفلسطينية بالدور الأمني في حفظ أمن الاحتلال تنفيذيا، ولا يكتفي النظام الأردني بدور المخفر الحدودي الذي يحمي حدود الكيان اليهودي، بل يتعدى الطرفان ذلك الدور الوسخ إلى تأمين أمن الاحتلال عبر ترويض الشعوب على قبول وجود الكيان اليهودي فوق تراب فلسطين مما يحبط الروح الجهادية التي تهدد أمن الاحتلال اليهودي، بل تنذره بخلعه من جذوره.

إذ يتعاون الطرفان في تمرير ما يسمونه "السياحة الدينية" من أجل خلق أجواء تسهم في إنهاء حالة العداء العاطفي والنفسي بين المسلمين وبين اليهود، وفي إزالة الحواجز الفكرية والشعورية أمام تقبل المسلمين لوجود دولة اليهود فوق تراب فلسطين. وهي مهمة أمنية على المستوى المعنوي تتكامل مع مهمة الأمن على المستوى التنفيذي.

إن وصف تلك الزيارات بالسياحة الدينية لن يخفف من جريمتها وإثمها، لأن التطبيع محرم بنص القرآن القطعي الذي حظر كل قول أو عمل يُسهم في تمكين المستعمر والمحتل الكافر من رقاب المسلمين، في قول الله سبحانه: "وَلَن يَجْعَلَ ٱللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً".

وهذه رسالة نصح للمسلمين أن يتصدوا لبرامج التطبيع التي تسهم في ترسيخ المحتل فوق تراب فلسطين "وتشرّع" وجوده، وتحقق له الأمن الشعوري الذي يتطلع له فوق الأمن التنفيذي الذي حفظته له الأنظمة، وأن لا يصمتوا أمام محاولات السلطة الفلسطينية والنظام الأردني لتمريرها.

16-2-2015