تعليق صحفي

السلطة الفلسطينية لا تريد شد الرحال لإعمار المسجد الأقصى من أهل فلسطين

بل تريد أفواج المطبعين من الأنظمة العربية!

قال مصدر مطلع لزمن برس إن هناك إشكالية لدى قيادة السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بموضوع الموافقة على "التسهيلات" التي أعلنتها دولة يهود خلال فترة رمضان والمتمثلة بإصدار آلاف التصاريح للدخول إلى القدس والداخل المحتل. وأضاف المصدر بأن تجار كبار واقتصاديين حذّروا من خطورة اصدار عشرات آلاف التصاريح وأثر ذلك على السوق المحلي، فيما ترددت بعض الأنباء عن قرار سلطوي بوقف تسليم واستلام التصاريح.

إن كيان اليهود فوق تراب فلسطين باطل، وهو يفرض إجراءاته على أهل فلسطين بالقوة، وإن عودة الناس لزيارة المسجد الأقصى ليس منّة من الاحتلال وفضلا، بل حق أصيل راسخ يمارسه المصلّون متى تمكنوا بغض النظر عن إجراءات الاحتلال. وقد كانت أفواج المصلين تتوافد على المسجد الأقصى من كل المدن الفلسطينية قبل إنشاء سلطة أوسلو. وأهل فلسطين يعيشون تحت هذا الاحتلال بفعل الأمر الواقع، ولذلك فهم مجبرون على إجراءاته وتصاريحه، وليس ثمة من يتحرك فوق تراب فلسطين –حتّى ممن يحملون الألقاب الرئاسية الخادعة- إلا ضمن هيمنة الاحتلال وسيطرته، ولا قيمة لدعاوى السلطة الباطلة حول دولة وسيادة واقتصاد منفصل.

إن المسجد الأقصى أولى القبلتين هو قلب فلسطين المحتلة، وشد الرحال إليه من قبل أهل فلسطين هو التعبير الصادق عن حب بيت المقدس وأرض الإسراء والمعراج، وهو الوضع الطبيعي الذي يضمن تواصل فلسطين كأرض واحدة.

ولكن قادة السلطة الذين يتبجّحون على المنابر السياسية بأنهم يدعون لدعم القدس يكشفون اليوم أن شدّ الرحال للمسجد الأقصى يأتي عندهم بعد أولوية تحصيل الضرائب على المبيعات، وأنهم ينظرون للقدس من منظور تجاري، وذلك هو التعبير الحقيقي عن طبيعة المشروع الاستثماري الذي يقوم عليه رجالات المنظمة.

إن قادة السلطة وهبّاشها قد جابوا بلاد المسلمين وهم يدعون إلى زيارات تطبيعية لشرعنه علاقات الاحتلال اليهودي مع الأنظمة العربية وأهلها، ولكنهم على النقيض من ذلك يتصدّون اليوم لزيارة أهل فلسطين للأقصى فأي منطق مفضوح هذا عند السلطة الفلسطينية؟

إننا نهيب بأهل فلسطين أن لا يصغوا لتبريرات السلطة الواهية، وأن يشدوا الرحال للمسجد الأقصى، فهذا حق أصيل لهم، ولا علاقة له ببرامج التطبيع التي تروجها السلطة الفلسطينية عبر الأنظمة العربية، فأهل فلسطين تحت الاحتلال، أما أهل البلاد العربية التي تروج سلطة أوسلو لاستقدام الزائرين منها فهم خارج كيان الاحتلال اليهودي، ولا تتم زياراتهم إلا بعد فرض العلاقات الطبيعية مع الأنظمة العربية، فيكون التطبيع من قبل تلك الأنظمة مع الاحتلال اليهودي بدل تحريك الجيوش لخلعه.