تعليق صحفي

تباً لإنسانيتكم الكاذبة!

أعلنت قبرص الاثنين أنها ستستوعب 300 لاجئ سوري بشرط أن يكونوا من "المسيحيين" وليس من المسلمين. وانضمت قبرص بهذا الإعلان إلى دول أوروبية سبقتها لهذا الموقف مثل سلوفاكيا، التشيك، هنغاريا التي أعلنت صراحة أنها لن تستقبل مسلمين خشية المساس بالطابع "المسيحي" للقارة العجوز.

وللتعليق على هذا الخبر نذكر الأمور التالية:

1. إن هذا الإعلان يهتك ستر أوروبا حيث تختبئ خلف الإنسانية المكذوبة، فهو يأتي في أوج حملة إعلامية تحاول اظهار أوروبا كأم رؤوم للمهاجرين من بلاد المسلمين، ليبين حقيقة نظرتها تجاه المسلمين وحقيقة ما تقوم به من "مساعدات"، وهي بهذا التفريق في إغاثة المهجّرين واللاجئين تعتبر النصراني يستحق الحياة والمساعدة بينما المسلم لا يستحق ذلك فلتبتلعه البحار أو ليموت تحت الدمار!!.

2. ويحمل هذا الإعلان في طياته كذلك موروثاً صليبياً حاقداً على الإسلام وأهله، ولعل انتشار أخبار تنصير بعض المسلمين وتعميدهم في كنائس ألمانيا لا يخرج عن سياق محاربة المسلمين في دينهم سعياً لردتهم، ويبرز جانباً من حقيقة المساعدات المزعومة.

3. إن الغرب يمنّ علينا أن آوى نفراً من المُهجّرين واللاجئين ويغفل بأنه هو السبب المباشر لمعاناة هؤلاء الناس، فاستعمار الغرب لبلاد المسلمين ونهبه لثرواتهم ودعمه للحكام الطواغيت القتلة أتباعه هو الذي أحال بلاد المسلمين إلى خراب ودمار وجعل الناس تفكر بالهجرة والهروب من الموت الزؤام، وهو بذلك كمن يأوي أيتاماً ويمنّ عليهم بعد أن قتل أباهم وأمهم!!.

4. إن النظرة المتفحصة لحقيقة إقدام ألمانيا وغيرها من الدول الأوروبية على استقبال اللاجئين ينبع من مصالح تعود عليها جراء ذلك، وليس أقلها تعويض النقص في الأيدي العاملة لديها، وإلا فالمبدأ الرأسمالي الذي يتحكم بهذه الدول لا يعرف للإنسانية قيمة فهو مبدأ مادي لا يعترف في سياسة دوله سوى بالمصلحة فقط.

5. إن على المسلمين أن يسعوا جادين لتغيير واقعهم المرير الذي جعل من أبنائهم يطرقون أبواب الدول الغربية سعيا للقمة العيش والأمان بعد أن كانت بلادهم في ظل الخلافة ملاذا للخائفين ولا يجوع فيها إنسان ولا دابة ولا طائر، وأن يدركوا بأن الاستعمار وأتباعه الحكام العملاء هم سبب كل مصيبة تحل بهم، فيعقدوا العزم على اقتلاع نفوذهم وأنظمتهم وإقامة الخلافة الراشدة الثانية على أنقضاها، وبغير ذلك سيبقون معذبين مشردين كالأيتام على مآدب اللئام.

6.    إن الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة ستكون رحمة للعالمين، وخلاصا لجميع المعذبين والمشردين في العالم، لا فرق بينهم مهما اختلفت عروقهم وأديانهم ولون بشرتهم، وتاريخ الخلافة واغاثتها للفقراء والمشردين والملهوفين كما فعلت في مجاعة ايرلندا شاهد على ذلك.