تعليق صحفي

السلطة تستغل عذابات أهل فلسطين لتثبيت الاحتلال اليهودي

واستجلاب احتلال دولي لفلسطين يمنع تحريرها

 

قال صائب عريقات أن رئيس السلطة محمود عباس أبلغ وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن القيادة الفلسطينية لجأت إلى ثلاث خطوات لحماية الشعب في الأرض المحتلة وهذه الخطوات الثلاثة متلازمة ومتزامنة مع بعضها البعض:

أولا: طلب الحماية الدولية، لكف يد الاحتلال عن شعبنا. ثانياً: تشكيل لجنة تحقيق دولية لأننا لا نثق بالرواية الإسرائيلية.

ثالثاً: فتح أفق سياسي لإتمام ملفات الحل النهائي وعلى رأسها حل قضية اللاجئين والأسرى والقدس لاستعادة الأمل المفقود.

 

لا شك أن الاحتلال الإرهابي اليهودي المجرم أوغل في دماء أهل فلسطين وقتل الشباب والأطفال والفتيات والنساء والرجال بدم بارد وحرقهم وهم أحياء، كما حصل مع الطفل أبو خضير وأبناء الجعبري وهديل الهشلمون وبيان اعسيلة وعائلة دوابشة وغيرهم كثير من الشهداء الأبرار الذين روت دماؤهم الطاهرة الزكية أرض فلسطين المباركة لتختلط مع دماء الشهداء الذين ارتقوا إلى بارئهم في معارك فتح القدس زمن أمير المؤمنين عمر ومعارك تحريرها من يد الصليبيين زمن عماد الدين ونور الدين وصلاح الدين، ومعارك حمايتها من التتار زمن قطز وبيبرس، وشهداء معركة الكرامة المجيدة، وشهداء فلسطين زمن الإنجليز وكافة الشهداء منذ بدأ الاحتلال اليهودي المجرم لفلسطين وحتى يومنا هذا.

إن هذه الدماء الزكية ترسل رسالة واضحة أن فلسطين والمسجد الأقصى المبارك بحاجة إلى تحرير من براثن الاحتلال اليهودي المجرم ليعيش أهل فلسطين بأمن وأمان مع بقية المسلمين في العالم، ولتعود فلسطين والمسجد الأقصى إلى سيادة الأمة الإسلامية لتحفظها وتحفظ كافة المقدسات ودور عبادة النصارى من الاعتداءات والحرق والهدم، وهذا لا يكون إلا من خلال جيوش مهللة مكبرة زاحفة نحو الاحتلال لتقضي على كيانه وتقتلعه من جذوره وتخلص المسلمين ونصارى الشرق من شروره.

لقد أوغل نتنياهو وجيشه ومستوطنوه بإذن منه في سفك الدماء من أجل إخافة أهل فلسطين ومن أجل أن ينصب البحث على حمايتهم لا على تحريرهم وتحرير فلسطين والمسجد الأقصى، وهذا فعلا ما كان؛ أن التقت توجهات السلطة التي تحفظ أمن يهود وتنفذ الأجندة الأمريكية في حل الدولتين من خلال المؤسسات الدولية والقوانين الدولية التي أوجدت كيان يهود واعترفت بشرعية احتلاله لفلسطين، التقت مع توجهات أمريكا حامية اليهود والساعية للتهدئة والاستمرار في مسك زمام قضية فلسطين لحين تستطيع فرض رؤيتها المشؤومة في حل الدولتين وتصفية القضية لصالحها وصالح كيان يهود، فعرضت السلطة نقاطها الثلاث على كيري بحجة حماية أهل فلسطين.

إن ما عرضته السلطة فيه دعوة لاحتلال جديد لفلسطين يساند الاحتلال اليهودي في احتلاله، ويحميه من غضبة أهل فلسطين ويمنع تحرير فلسطين من قبل الأمة وجيوشها المتحرقة لقتال يهود وتحرير كامل فلسطين، وأما لجان التحقيق الدولية فهي الطريق الأمثل لتضييع الحقائق كما حصل مع جنين وتقرير غولدستون وجرائم اليهود في غزة، وأما فتح أفق سياسي وإنهاء قضايا الحل النهائي فهي دعوة صريحة لتصفية قضية فلسطين وفق الأجندة الأمريكية، وتثبيت لكيان الاحتلال اليهودي على معظم فلسطين مقابل سلطة أو دويلة هزيلة عاجزة على جزء يسير من فلسطين بلا سيادة ولا مقومات وعاجزة عن توفير الأمن والغذاء لأهل فلسطين فضلا عن حمايتهم.

وأما كيان يهود فهو يدرك قبل غيره هشاشة كيانه وجبن جنوده ويخاف من تغيير الحكام الذين يعملون لحمايته ويكبلون الأمة وجيوشها عن نصرة فلسطين وأهلها، ولكن ليعلم هذا الكيان والسلطة والحكام أن هناك رجالا نذروا أنفسهم لله يصلون ليلهم بنهارهم من أجل الإطاحة بهؤلاء الحكام ومبايعة خليفة للمسلمين يحرك الأمة وجيوشها للقضاء على كيان يهود وتحرير كامل فلسطين وإن هذا لكائن قريبا بإذن الله وأنف الكفار راغم.