تعليق صحفي

أَسلطةٌ رئيسها ومرشح رئاستها الأوفر حظا لا يملكون من أمرهم شيئا

جديرةٌ بأن تتولى قضية فلسطين؟!

أكد الأسير في سجون الاحتلال وأمين سر حركة فتح القيادي مروان البرغوثي، أنه يدرس بشكل إيجابي ترشيح نفسه لانتخابات رئاسة السلطة الفلسطينية المقبلة. جاء ذلك على لسان عضو الكنيست العربي من حزب القائمة المشتركة يوسف جبارين بعد زيارته للأسير البرغوثي في سجن هداريم، وقد بحث الاثنان وضع الأسرى والظروف الصعبة التي يمرون فيها خاصة منع الزيارات.

حيث أكد البرغوثي، أن نجاح الانتخابات المزمع عقدها في شهر تشرين الأول/أكتوبر المقبل يمكن أن تمهد الطريق لإجراء انتخابات عامة للمجلس التشريعي ولرئاسة السلطة. وكالة سما الإخبارية.

من يقرأ الخبر دون أن يكون على علم بواقع السلطة الفلسطينية على الأرض لا شك أنه سيتعجب كثيرا، بل وربما يكون التندر والسخرية سيديْ الموقف، إذ كيف لأسير أن يترشح لرئاسة دولة أو سلطة؟!

فهل هي سلطة من ورق؟! أم سلطة على ورق؟!

أم لعلها مشاهد تمثيلية وليست حقيقية لسلطة تدعي أنها دولة أو مشروع دولة؟!

لكن هذا الاستغراب والتعجب سرعان ما يتبددان لدى القارئ بمجرد علمه أنّ السلطة الفلسطينية ورئيسها الحالي محمود عباس ما هما إلا أداتان ليهود وتحت سلطة يهود، وما لهم من السيادة والسلطان إلا الأغاني والأهازيج الكاذبة.

نعم، هكذا هي السلطة الفلسطينية والتي صرح كبيرها عباس ذات مرة بأنّ أصغر جندي من جنود الاحتلال يستطيع إيقافه على الحاجز!

هي سلطة كألعاب الأطفال، من حيث السيادة والسلطان، أما الدور الحقيقي الملموس لها فهو فقط توفير الأمن ليهود أو ملاحقة أهل فلسطين والمخلصين، وما عدا ذلك فهو وهم وخيال.

ثم بعد ذلك تأتي السلطة والمتنازعون معها على السلطة لتقرر تنظيم انتخابات بلدية ومن بعدها تشريعية ورئاسية صنعة الدول وأصحاب القرار، مع أن الواقع يفضح كل هؤلاء ويكشف زيف السلطان والسيادة المزعومين.

فهلا أفاق المخدوعون ببريق السلطة والكراسي من أحلامهم الوردية، وأدركوا أن لا كيان ولا سلطان ولا سيادة تحت حراب الاحتلال إلا بالقدر الذي يرضى عنه الاحتلال ويقبل به، تماما كالسجين الذي لا يتحرك إلا في المدى المسموح به من قبل سجانه.

فعباس رئيس السلطة الحالي لا يملك من أمره أكثر مما يملك البرغوثي في سجنه، وكلاهما لا يملكان من السيادة والسلطان حتى يوصفا بالأحرار فضلا عن أن يوصفا بالرئيس!

20/8/2016