تعليق صحفي

منطق أوباما...التبعية والخضوع أو مزيد من القتل والتدمير!

قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إنه غير متفائل بشأن آفاق المستقبل في المدى القريب بـسوريا. وأضاف إن رئيس النظام السوري بشار الأسد قرر تدمير بلاده وتحويلها إلى ركام وقتل وتشتيت شعبه لكي يبقى في السلطة. وقال أوباما خلال مؤتمر صحفي في ليما عاصمة بيرو إن هناك حاجة في هذه المرحلة إلى تغيير في كيفية تفكير كل الأطراف السورية والمتدخلة في الأزمة السورية من أجل إنهاء الوضع هناك.

تستمر أمريكا في تضليلها وخداعها فتسعى للظهور بمظهر المشفق لما يحلّ بأهل سوريا والحقيقة التي يدركها كل مبصر أنها هي من يقف خلف معاناة أهل الشام وأن الأسد وإيران هم أدوات بيدها وأن روسيا المجرمة لا تعدو وكيلاً تقوم عنها بالمهام القذرة طمعاً في دور دولي موهوم.

إن تصريحات أوباما ليست قراءة للواقع أو تحليلاً لمجريات الأحداث بل هي تهديد بإطالة عمر القصف وبمزيد من الدمار والتخريب إذا لم تخضع الثورة للإرادة الأمريكية ومشاريعها وترضخ للتبعية، ونسبة أوباما تدمير البلد للأسد نسبة مجازية فالمبصر يدرك أن الأسد لا يملك من أمره شيئاً.

إن مطالبة أوباما بتغيير كيفية تفكير الأطراف السورية لإنهاء الوضع لا يقصد بها النظام فهو رهن أصبعها الصغير، ولا معارضة الرياض والائتلاف فهم صنيعتها، بل يقصد الثوار أولئك الذين أصرّوا أن تكون ثورتهم إسلامية وأن تثمر تحرراً حقيقياً من هيمنة المستعمر ونفوذ أمريكا وأوروبا وأن تقوم الخلافة على منهاج النبوة في عقر دار الإسلام، لهؤلاء يوجه أوباما كلامه وتهديداته، غير أنه لم يدرك بعد، رغم اعترافه بأن الثورة السورية قد زادت من شيبه، أن من أعلنها ثورة لله ومن اتخذ محمداً صلى الله عليه وسلم قائداً للأبد لن ترهبه تهديدات أوباما ولا هرطقات بوتين (الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ).

وإزاء هذه التهديدات فليس أمام أهل الشام وثوارها سوى الاعتصام بحبل الله وعدم الخضوع لاملاءات أمريكا وتهديداتها، وعلى جيوش الأمة أن تتحرك لنصرة أهل الشام المستضعفين عاجلاً وأن لا تبقى صامتة صمت القبور وهي تشاهد تدمير الشام وذبح أهلها، فإن الخطب جلل والحدث عظيم ولقد سال الدم حتى جعل الحصاة صماء، فالله الله في أهل الشام يا جيوش المسلمين، الله الله في اخوانكم.

(وَمَا لَكُمْ لاَ تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَـذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا وَاجْعَل لَّنَا مِن لَّدُنكَ نَصِيرًا)

 

٢١-١١-٢٠١٦