تعليق صحفي

روسيا تصفع السلطة، وعباس -بقرار منحها وقف تميم الداري- يكافئها!!

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت روسيا أنها تعترف بـ"القدس الغربية" عاصمة لـ"إسرائيل"، و"القدس الشرقية" عاصمة للدولة الفلسطينية، وهو ما يجعلها أول دولة في العالم تعترف بأي جزء من مدينة القدس المحتلة عاصمة لدولة الاحتلال.

لطمة وصفعة توجهها روسيا للسلطة وقادتها الذين يتقربون لها زلفى، وليس ذلك مستغرباً عن دولة تناصب المسلمين العداء وتجرم بحقهم في كل أصقاع المعمورة، فهل كان يظن عاقل بأنها سترأف بهم أو تنحاز لهم ولحقوقهم في فلسطين؟!

إن روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي، أول دولة اعترفت بكيان يهود المحتل، هي دولة حليفة للاحتلال عدوة للإسلام والمسلمين ومضلل من يسعى لإظهارها خلاف ذلك؛

فروسيا وهبت أملاك كنيستها في فلسطين لكيان يهود، وهي تنسق معه عسكريا في سوريا، وها هي تعترف بالقدس عاصمة له في خطوة وقحة لم يجرؤ ترامب وإدارته، على حبهما الشديد لكيان يهود، على فعلها بعد!

ومع ذلك فإن السلطة وقادتها فقدوا كل إحساس وباتوا بلا حياء ولا حمية ولا نخوة، فهم بدل أن تتمعر وجوههم غضباً –ولو كذباً- يصرون على الحنث العظيم ولا زالوا يسعون جاهدين إلى تمليك الروس المجرمين وقف الصحابي الجليل تميم الداري، فإلى أي حدٍ من الخيانة والتفريط والخنوع وصل بهم الحال؟!

ومما يزيد الطين بلة أولئك الذين رأوا في روسيا راعي سلام ومصالحة فذهبوا إلى موسكو للحديث عن المصالحة في كنف وضيافة الروس المجرمين وكأنهم يعيشون في عالم آخر، ولم يفقهوا يوماً أن من قتل المسلمين في حلب لا يكترث لدمائهم في القدس، وأن من ملك يهود املاكه في الأرض المحتلة عام ٤٨ سيملكهم القدس والخليل إن أمكنه ذلك!

إن الموقف الحق الذي يجب على كل مسلم أن يتخذه تجاه روسيا المجرمة هو موقف العداء، وكل من فرّق بين دماء المسلمين ورضي بقاتلهم وسيطاً فمصيره الخسران وأن يؤكل "يوم أكل الثور الأبيض"، فهل يعقلون؟!

٩-٤-٢٠١٧