تعليق صحفي

التضامن مع الأسرى يُقبل من الشعوب، لكنه لا يقبل ممن يستطيع تحريرهم

تقرير معا- يواصل الأسرى إضرابهم عن الطعام للمطالبة باستعادة حقوقهم التي سلبتها إدارة سجون الاحتلال... وأوضح قراقع أن رئيس السلطة أجرى اتصالات مطولة مع دول عربية وأجنبية ومنظمات وجهات سياسية؛ من أجل التحرك السريع استجابة لمطالب المعتقلين، من جانبه، قال رئيس الهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى المحررين أمين شومان رسالتنا إنّ هذه المعركة مصيرية بالنسبة للأسرى، ونصرهم هو انتصار للشعب الفلسطيني، وعليه أتوجه إلى الكل الفلسطيني... من أجل الوقوف وإسناد الأسرى، وأن تكون المشاركة الشعبية بالآلاف حتى نرتقي لمستوى تضحيات ونضال الأسرى في السجون، ومن أجل تشكيل ورقة ضغط حقيقية على سلطات الاحتلال للاستجابة لمطالب الأسرى.

فيما أبدى الدكتور مشعل السلمي رئيس البرلمان العربي دعمه وتضامنه الكامل مع الأسرى الفلسطينيين وتضحياتهم وما يعانونه من انتهاكات عنصرية قمعية في سجون الاحتلال وطلب من أعضاء البرلمان العربي والحضور الكريم الوقوف دقيقة احتراما وتقديرا وتضامنا مع هؤلاء السجناء الأبطال الذين بدأوا إضرابا عن الطعام (إضراب الكرامة)... وأعلن عن تسمية جلسته هذه بجلسة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين.

نشأت قضية الأسرى الأبطال نتيجة احتلال فلسطين من قبل كيان يهود الذي أجرم بحق أهل فلسطين قاطبة فقتل عشرات الآلاف وشرد وهجر الملايين، وارتكب المجازر واغتصب المسجد الأقصى وهوَّده وعمل على تقويضه وحرق المزارع والأطفال في مهاجعهم ولم يسلم من التنكيل أحد من أهل فلسطين، ومن قاوم أو رفض الاحتلال وهمجيته سجن ونكل به داخل السجون، بالرغم من أن التنكيل والقتل بأهل فلسطين عموما لم يتوقف، أي أن فلسطين وأهلها ومقدساتها ومَن هم داخل السجون في الأسْر، وهل من حل لمن في الأسر إلا التحرير؟.

فلا يمكن أن تنتهي مأساة أهل فلسطين من هم داخل سجون الاحتلال أو خارج السجون أو مأساة المسجد الأقصى وكافة المقدسات إلا بالتحرير الكامل لفلسطين وأهلها من بحرها إلى نهرها.

ولكن السلطة وما تفرع عنها من مؤسسات تركز على تسكين الألم وليس على العلاج الحقيقي الذي يستأصل المرض من أساسه الذي لا يكون إلا بالتحرير، فالتضامن يُقبل من الناس العزل، ويقبل من الشعوب من أجل الضغط على من يملك القوة القادرة على التحرير لتحريك القوات الجرارة لتحرير الأسرى وأرضهم التي ناضلوا وقارعوا الاحتلال من أجل تحريرها.

ولكن جل غاية السلطة ومؤسساتها هو الضغط على مصلحة السجون في كيان يهود من أجل تحسين أوضاع الأسرى في المأكل والزيارات وتحسين ظروف السجون... وهو ما بينه أمين شومان في دعوته للتفاعل مع الأسرى "من أجل تشكيل ورقة ضغط حقيقية على كيان يهود للاستجابة لمطالب الأسرى"، وأما مهزلة البرلمانات العربية التي اكتفت بالتضامن من خلال الوقوف دقيقة احترام وتقدير وكأنها مسلوبة الإرادة عاجزة حتى عن طرح فكرة الضغط على الحكومات من أجل تحرير الأسرى، بل إن البرلمانات متآمرة حقيقة مع الحكام في تخليهم عن تحرير الأسرى والمسرى وكافة المقدسات.

لقد أصبح جليا لكل ذي بصيرة ما هو الحل للأسرى الأبطال، فهل تضغط الشعوب على الحكام لتحريك الجيوش لتحريرهم؟ أم يكتفى بالتضامن اللفظي مع الأسرى؟! وتبقى المشكلة قائمة وتبقى المعاناة للأسرى وذويهم ولكافة أهل فلسطين، وإننا في حزب التحرير ومن معنا من عموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها نغذ الخطا من أجل تغيير هؤلاء الحكام الذين أجرموا بحق أمة الإسلام ودينها ومقدساتها وأسراها البواسل، وسننصب مكانهم بإذن الله خليفة راشدا على منهاج النبوة للمسلمين يحكم بالإسلام ويحرك جحافل التحرير المهللة المكبرة لتعيد فلسطين وأهلها وأسراها ومقدساتها إلى دار العزة والعدل ويعاقب كيان يهود والحكام والمتعاونين معهم على جرائمهم المستمرة، وهذا كائن بإذن الله بوعد الله ورسوله ونرجوه سبحانه أن يكون قريبا.