تعليق صحفي

لقاء ترامب بحكام المنطقة لقاء السيّد بعبيده، وإعلان للحرب على الإسلام من حيث بدأ!

تشهد المنطقة حراكاً دبلوماسياً تحضيراً للقمة التي ستعقد في الرياض بين الرئيس الأمريكي ترامب وعدد من حكام المنطقة. فيما قال مستشار الأمن القومي هربرت ريموند ماكماستر، أن الرئيس الأمريكي في زيارته للسعودية سوف يطالب باتخاذ موقف قوي ضد "الأيدولوجية الإسلامية المتطرفة". ومن جانبه قال عادل الجبير "أن الزيارة تعكس احترام الولايات المتحدة الأميركية للقيادة الحكيمة في المملكة العربية السعودية التي تسعى دائما إلى تعزيز الأمن والاستقرار والسلم في المنطقة والعالم" وأن "المملكة هي الشريك الأول للولايات المتحدة في العالم العربي والإسلامي، وأن المملكة الشريك الأول للولايات المتحدة في مواجهة الإرهاب والتطرف والقضاء على داعش والقاعدة...". ومع اقتراب موعد الزيارة أعلن عن قرب توقيع السعودية وأمريكا على سلسلة صفقات أسلحة بمبلغ ١٠٠ مليار دولار قابلة لأن تصل ٣٠٠ مليار دولار، الأمر الذي سينعش الاقتصاد الأمريكي.

وللتعليق على ذلك نذكر الأمور التالية:

أولاً: إن لقاء ترامب بحكام السعودية والمنطقة هو لقاء السيّد بعبيده وخدمه، ومن السطحية أن يظن ظان أن هناك شراكة على قدم المساواة بين هؤلاء الحكام العملاء وبين أمريكا، فهؤلاء مجرد أجراء ونواطير نصبهم الكافر المستعمر على رقاب المسلمين ليحرسوا مصالحه ونفوذه، لذا فهذا اللقاء ليس اجتماعاً لرسم السياسات بل لإلقاء التعليمات والأوامر وتوزيع المهمات.

ثانياً: إنه لمن الجريمة أن يُستقبل عدو الله ترامب في أرض الحجاز في الوقت الذي يتوعد فيه بمحاربة الإسلام والمسلمين بل ويزمع دفع الحكام لمحاربة الإسلام -تحت ذريعة الإرهاب- أكثر من ذي قبل، مما يجعل زيارته هذه استفزازاً وتحدياً للمسلمين إذ هو يحاربهم في دينهم من حيث بدأ.

ثالثاً: إنه لمن العار أن يفخر حكام السعودية بهذه الزيارة ويعتبرونها علامة تقدير واحترام في الوقت الذي لا ترى فيهم أمريكا سوى "بقرة حلوب" تنهب خيرات بلادهم وتبيعهم السلاح "الصدئ" بمئات المليارات لتنعش اقتصادها، وتسخر قواتهم لتنفيذ مخططاتها في اليمن وسوريا وغيرها، ومما يزيد العار عاراً وشناراً تغنيهم بهذا الدور وافتخارهم بأنهم "الشريك!" بل العميل الأول في المنطقة لأمريكا!

رابعاً: إن جرائم أمريكا بحق الإسلام والمسلمين في العراق وأفغانستان والشام وغيرها فاقت كل وصف، وإن الموقف الحقيقي الذي يجب أن يواجه به ترامب هو طرده من بلاد المسلمين والتصدي له واقتلاع نفوذ أمريكا من المنطقة، وحتى يتم ذلك وجب على الأمة أن تسرّع من العمل للإطاحة بهؤلاء الحكام النواطير أدوات أمريكا وأيديها التي تبطشنا بها وأعينها التي تراقبنا بها، وأن تقيم الخلافة على منهاج النبوة التي تعيد للمسلمين مكانتهم المرموقة، قادة للعالم ورواداً للبشرية.

 

(الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)

 ١٥-٥-٢٠١٧